بعد عشرة أيام من الانتظار، ووريت بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي، جثامين ضحايا الطائرة التي تحطمت بضواحي غرونوبل الفرنسية الثرى بمقبرة عائلية بحي الرحمة بالدار البيضاء. وعلى الرغم من عدم انتهاء التحقيق لمعرفة الأسباب الكامنة وراء سقوط الطائرة التي كان يقودها مالك شركة «كولورادو» فريد برادة، مما أدى إلى وفاته رفقة زوجته وثلاثة من أبنائه، إلا أن العائلات تسلمت أمس الاثنين جثامين الضحايا. وقد وصلت الجثامين إلى بيت عائلة برادة بالدار البيضاء مساء الاثنين، فيما لايزال التحقيق مستمرا. واستنادا إلى مصادر مطلعة، فإن جنازة رجل الأعمال والملياردير فريد برادة وأسرته الصغيرة سيتصدرها وفد مهم يضم مستشارين ملكيين ووزراء حاليين وسابقين، إضافة إلى نخبة من رجال الأعمال من أصدقاء الراحل فريد برادة ومعارف زوجته ووالدها رجل الأعمال بوشعيب بنحميدة وأفرد عائلة الضحايا.
وأشرفت مصالح وزارة الخارجية على نقل الجثامين من مطار ليون إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، فيما لم يتنقل أي من أفراد العائلتين لتتبع عملية وصول الجثامين.
وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن «الملك محمد السادس تأثر جدا بواقعة تحطم الطائرة وهلاك جميع أفراد أسرة فريد برادة، ومن أجل ذلك من المنتظر أن يكلف بعض من مستشاريه بحضور الجنازة».
وتأتي هذه الخطوة بعد البرقية المؤثرة التي بعث بها الملك محمد السادس إلى عائلتي برادة وبنحميدة أياما بعد الحادث. هذا وتروج أخبار عن إمكانية حضور وزراء من الحكومة الحالية للجنازة.
إلى ذلك، توصلت عائلة الضحايا صباح أمس الاثنين بتقرير جديد من مكتب الأبحاث في الحوادث الجوية بفرنسا BEA، وهو التقرير الذي ينفي جملة وتفصيلا ما سبق أن صرح به وكيل الجمهورية الفرنسية بأن سبب سقوط الطائرة هو «خطأ في القيادة». وورد في التقرير أن «السائق فقد السيطرة على الطائرة لأسباب مجهولة»، ورجحت أن تكون «مرتبطة بمشكل تقني»، كما استبعدت أن «تكون أسباب الفاجعة خطأ إنساني».
واعتبر تقرير مكتب الأبحاث في الحوادث الجوية بفرنسا بمثابة رد على وكيل الجمهورية الفرنسية الذي سبق أن قال بأن «سبب سقوط الطائرة مرتبط بخطإ في القيادة».