كشف أحمد المجدلاني، مسؤول ملف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا بمنظمة التحرير الفلسطينية، أن 27 فلسطينيا قتلوا في المخيم، واختطف ما بين 75 و200 فلسطيني على يد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف ب»داعش» منذ اندلاع المعارك بين هذا التنظيم وبين الفصائل الفلسطينية في المخيم يوم الأربعاء الماضي. وأوضح المجدلاني، الذي يرأس وفدا لمنظمة التحرير الفلسطينية في سوريا لبحث الأوضاع بمخيم اليرموك، في حديث لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية، أمس الأربعاء، أن «المعلومات حول القتلى والمختطفين في المخيم غير دقيقة نتيجة الأوضاع الأمنية المأساوية». وأشار إلى أن «27 فلسطينيا قتلوا في المخيم، واختطف ما بين 75 و200 فلسطيني على يد تنظيم «داعش» منذ اندلاع المعارك بين التنظيم وبين الفصائل الفلسطينية في المخيم. وقال المجدلاني إن «رقعة الاشتباكات اتسعت خلال ال48 ساعة الماضية، مما يعني تراجع ودحر تنظيم «داعش» وتحرير أجزاء من المخيم». وأضاف «اجتمعت بنائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، واتفقنا على استمرار توفير ممرات آمنة للفلسطينيين النازحين من المخيم، وتوفير مراكز إيواء جديدة لهم، وتوفير المساعدات الغذائية والعلاجية لهم». وتابع قائلا: «نحن ندعم الحكومة السورية صاحبة السيادة على الأرض في قراراتها، التي من المؤكد أنها معنية بتوفير الأمن والأمان لكل المواطنين، السوريين والفلسطينيين». ورحّب المسؤول الفلسطيني بمطالبة مجلس الأمن الدولي بالسماح بإدخال المساعدات إلى المخيم، ودعا إلى حماية المدنيين، وتسهيل عملية إجلائهم. وأضاف أن «الاتصالات مع الأطراف الدولية لا زالت قائمة من أجل فتح ممر آمن يسهّل عملية إدخال المواد الغذائية والصحية، للاجئين الفلسطينيين، المحاصرين داخل المخيم». وأشار إلى أن منظمة التحرير تمكّنت، بعد اتصالات أجرتها مع الحكومة السورية، من فتح ممر آمن من الجهة الشمالية للمخيم، سهّلت خروج أكثر من 2500 لاجئ. وأكد على أن الفلسطينيين «لا يتدخلون في الصراع الدائر في سوريا»، مشيرا إلى «وجود جماعات مسلّحة تسعى للزجّ بالمخيمات الفلسطينية في الصراع لتحقيق أهداف الدول التي تدعمها في ضرب المخيمات، والقضاء على حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم». وكان مسلحو تنظيم «داعش» قد دخلوا مخيم اليرموك، جنوب العاصمة السورية دمشق، الأربعاء الماضي، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهم وبين تنظيم يوجد في المخيم يدعى «كتائب أكناف بيت المقدس»، تسببت في وقوع قتلى وجرحى من الجانبين. وقد شهد المخيم أول أمس الثلاثاء مقتل العقيد أبو عدي، أحد القادة الميدانيين في «كتائب أكناف بيت المقدس»، حيث انشق عن جيش التحرير الفلسطيني منذ عامين ويعتبر مخيم اليرموك من أكبر المخيمات الفلسطينية في الداخل السوري، ويبعد عن مركز مدينة دمشق نحو 10 كلم. وحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد دفعت الأحداث ما لا يقل عن 185 ألفا من أهالي المخيم إلى ترك منازلهم، والنزوح إلى مناطق أخرى داخل سوريا، أو اللجوء إلى دول الجوار. فيما تقول بعض الإحصائيات إن المخيم كان يضم نصف مليون سوري وفلسطيني قبل اندلاع الصراع في سوريا عام 2011 ونزوح معظم سكانه ليتبقى منهم نحو 20 ألف فقط حالياً. وتحاصر قوات النظام السوري مخيم اليرموك الذي تقطنه غالبية فلسطينية منذ نحو 3 سنوات.