اقتحم مسؤولون في الشرطة القضائية بالرباط، أول أمس، فيلا ماجد بلحاج، والد الطفلة شيرين التي اقترن اسمها بطائفة تعبد الشجر والحجر، بحثا عن الطفلة، بعد أن تقدمت الأم بشكاية تؤكد فيها أن عصابة مجهولة قامت باختطافها، كما قاموا بالاستماع إلى عدد من الأشخاص الذين كانوا متواجدين في محيط الفيلا. وعرف حي السويسي حالة من الاستنفار الأمني بعد أن صدرت تعليمات بمداهمة الفيلا والبحث عن الطفلة، رغم أنها في حضانة أبيها، بعد أن خضعت الفيلا للمراقبة لعدة أيام من طرف عناصر تابعة للشرطة القضائية بالرباط. الأب يؤكد أنه فوجئ في غيابه بعون حراسة يخبره بأن عميدين في الشرطة القضائية رفقة ثلاثة مفتشين، قاموا بكسر الباب الخارجي لإقامته المتواجدة بحي السويسي، ليدخلوا إلى الحديقة، ويكسروا من جديد باب الفيلا التي قاموا بتفتيش جميع أركانها قبل أن يغادروا، وهي الواقعة التي يؤكد بلحاج أن كاميرا المراقبة المنصوبة في الفيلا قامت بتوثيقها. وكان عدد من رجال الأمن بزي مدني قد تناوبوا على مراقبة فيلا بلحاج مباشرة بعد حصوله على حضانة الطفلة وتنفيذ الحكم القضائي الصادر عن القضاء الفرنسي والمغربي، كما لجؤوا إلى استنطاق عدد من أعوان الحراسة المتواجدين بالحي. وكان اسم الطفلة شيرين قد قفز إلى الواجهة بعد تنظيم جمعية «ما تقيش أولادي» وقفة احتجاجية أمام المحكمة الابتدائية بالرباط، للمطالبة بتنفيذ حكم يقضي بإسقاط حضانة شيرين عن أمها، لأنها عضو في طائفة متطرفة تقيم طقوسا وثنية وتتبنى ممارسات جنسية جماعية وشاذة. البداية كانت باتصال هاتفي تلقاه بلحاج من عميد في الشرطة القضائية بالرباط طلب منه الحضور بشكل عاجل، لكنه اعتذر لكونه في سفر رفقة طفلته، لكن عميد الشرطة أصر على حضوره قبل أن يفاجأ بعد ذلك باقتحام الفيلا، وهي الواقعة التي دفعت محاميه إلى مقابلة الوكيل العام للملك بالرباط، من أجل توضيح ملابسات ذلك، ليتم إخباره بأن الأم تقدمت بشكاية تؤكد فيها أن الطفلة تعرضت للاختطاف من طرف مجهولين، وهو «تبرير غريب بحكم أن الطفلة موجودة معي بحكم قضائي» يقول بلحاج. ويضيف المتحدث نفسه قائلا: «هناك أشخاص نافذون يقفون وراء هذا الملف لأن الطفلة عاينت وقائع خطيرة تتعلق بالشذوذ واستغلال الأطفال جنسيا، وبدأت الآن تحكي تفاصيل مخجلة ومنحطة وهؤلاء ربما متخوفون من كشف هوياتهم». الطفلة شيرين تخضع الآن لعلاج نفسي مكثف في محاولة لتجاوز ما أجبرت على الانخراط فيه من طقوس إباحية وممارسات شاذة كانت تتم أمامها، وهي المشاهد التي وشمت في ذاكرتها، لتخرجها بعد ذلك في شكل رسومات يؤكد الأب أن ما تحتويه دليل على خطورة هذه الطائفة التي تتخذ من «ايكس اون بروفانس» بفرنسا مقرا لها. وكان أب شيرين قد راسل، في وقت سابق، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بخصوص قضية طائفة المانداروم، وتلقى ردا بأن الأجهزة القضائية بفرنسا ستباشر بحثا في الموضوع، كما يؤكد بلحاج أن الأحكام القضائية التي صدرت بفرنسا وقضت بإسقاط حضانة الطفلة شيرين عن أمها تثبت أن هذه الأخيرة عضو في هذه الطائفة التي تعبد الشجر والحجر وتجعل من اغتصاب الأطفال واحدا من طقوسها. بلحاج يؤكد أنه تقدم بأزيد من 70 شكاية على امتداد سنتين دون أن تتحرك الأجهزة الأمنية، لكن بمجرد وضع أم شيرين لشكايتها تحرك الجميع وتم إخضاعي للمراقبة، كما اتخذ قرار بمنعي من السفر، قبل أن يتم سحب هذا الإجراء، وهو دليل خطير -حسب بلحاج- على أن هذه الطائفة نجحت في استقطاب شخصيات وازنة توفر الحماية والدعم لأعضائها، قبل أن يختم كلامه قائلا «أنا متخوف الآن من اختطاف طفلتي لأن هؤلاء يعلمون أنها ستتكلم وتفضحهم».