في خطوة سينمائية غير مسبوقة، أعلنت مجموعة استثمارية قطرية في مجال الإنتاج التلفزيوني والسينمائي عن نيتها إنتاج فيلم عالمي عن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم). وفي هذا السياق، قامت المجموعة باختيار منتج عالمي للإشراف على ذلك العمل الفني الذي سينتج باللغة الإنجليزية، حسب ما أوردته مصادر في قناة الجزيرة الفضائية. وقد رصدت «مجموعة النور القابضة» القطرية لإنتاج الفيلم غلاف ماليا أوليا قدره 150 مليون دولار أمريكي، كما اختارت المنتج العالمي باري أوسبورن الذي أنتج ثلاثية ملك الخواتم (Lord of the Rings) وثلاثية المنظومة (Matrix)، لإنتاج الفيلم المذكور. كما كلفت المجموعة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي بمهمة الإشراف على الأبحاث التمهيدية للفيلم وتقديم الاستشارات الدينية والتاريخية لمنتج الفيلم ومخرجه. ومن جانب آخر، بدأت مجموعة «النور» في عدد من المشاورات مع إستوديوهات الإنتاج وشركات التوزيع في كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا. ومن المتوقع، حسب المجموعة، أن يحقق هذا الفيلم الذي يسعى إلى التعريف بالإسلام ورسوله في العالم وتصحيح الصورة الخاطئة عنهما في أذهان الجمهور الغربي، نجاحا على المستويين الثقافي والتجاري حين خروجه إلى صالات العرض. يذكر أنه من المقرر الشروع في تصوير الفيلم في عام 2011. وحسب رئيس المجموعة، أحمد الهاشمي، فإن السيناريو النهائي للفيلم سيكون جاهزا في عام 2010 بعد سلسلة من البحث والاستشارات ستقوم بها المجموعة. وعلى صعيد آخر، اعترف المنتج العالمي أوسبورن بأن إنجاز هذا الفيلم ليس ب«الأمر الهين وتوقع أن تكون هناك تحديات في طريق الفيلم»، في إشارة واضحة إلى عدم قدرة الفيلم على تشخيص أو تجسيد شخصية النبي محمد (ص)، لكنه أبدى تفاؤله في نفس الوقت قائلا «لا نريد تشخيص النبي محمد ولكننا نستطيع أن نروي قصته بشكل مقنع وممتع». وفي معرض اللقاء الصحافي الذي أقيم يوم الجمعة الماضي بالدوحة، أكد الشيخ القرضاوي على أهمية الفيلم الذي أطلقته مجموعة «النور» من أجل إبراز الرسالة المحمدية وتصحيح الصورة الخاطئة التي أصبحت متداولة في الغرب عن الإسلام والمسلمين. وكان منتجون عرب وأمريكيون أعلنوا، مؤخرا، أنهم في طور الإعداد لفيلم عالمي يتحدث عن سماحة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بعنوان «رسول السلام» للمخرج والسيناريست الأمريكي رمزي توماس؛ الذي قال إن كونه غير مسلم لا يمنعه من كتابة سيناريو الفيلم. وأكد توماس أن «الدين الإسلامي يستحق كل التقدير، ولذلك جاءتني فكرة الكتابة، أما عن كوني غير مسلم فهذا لا يعنيني؛ لأني أكتب عن هدف سامٍ وتعاليم سمحة، فكل هذا له علاقة بالإسلام والأديان السماوية الأخرى». وأرجعت هذه المبادرة التي تقوم بها المجموعة القطرية إلى الأذهان شخصية المخرج والمنتج العالمي مصطفى العقاد الذي قام بالعمل العالمي الوحيد «الرسالة» الذي يروي سيرة النبي محمد في نسختيه العربية والإنجليزية. وكان العقاد قد قضى في انفجار إرهابي استهدف فندقا في العاصمة الأردنية عمان، فيما يشاع أنه كان بصدد إنتاج فيلم عالمي عن القائد صلاح الدين الأيوبي، على غرار فيلم «الرسالة» وفيلم «عمر المختار».