سجلت في المغرب إصابة 27.745 حالة جديدة بداء السل سنة 2014، وهو الرقم الذي ظل شبه ثابت طيلة خمس سنوات الماضية، حسب مصدر من وزارة الصحة- إذ إن نسبة الكشف عن عدد المصابين لم تتغير، حيث لازالت تمثل 85 في المائة، وذلك على الرغم من أن نجاح العلاج يصل إلى 90 في المائة- فيما هو مرشح للارتفاع أكثر خلال السنوات الثلاث المقبلة، اعتبارا لحملات الكشف التي تبرمجها الوزارة ببؤر الإصابة بهذا الداء حيث الهشاشة والفقر وضعف البنى الأساسية كأرضية تسهم في ارتفاع نسبة الإصابة بهذا الداء. وقد أكدت المنظمة الدولية للصحة أن أزيد من9 ملايين شخص أصيبوا بداء السل سنة 2013 توفي منهم مليون ونصف شخص عبر العالم. وأكدت وزارة الصحة أنها رفعت من الميزانية المخصصة لمحاربة داء السل، من 20 مليون درهم سنة 2011 إلى 56 مليون درهم سنة 2014، وأكدت أن مكافحة داء السل في المغرب لا تزال دون المستوى المطلوب بما أن العوامل المحدِّدة للمرض لازالت متعددة وترتبط بالأساس بالظروف الاقتصادية والاجتماعية الهشة بما فيها غياب التجهيزات الأساسية والماء الصالح للشرب وضعف التغطية. وأضافت وزارة الوردي أن المرضى المغاربة بداء السل يستفيدون من علاجات مجانية بالمؤسسات الصحية طيلة ستة أشهر من العلاج، وفي بعض الحالات، تصل مدة العلاج إلى 18 شهرا بكلفة تصل إلى 34 ألف درهم لكل مريض مصاب بداء السل متعدّد المقاومة. وأكدت وزارة الصحة أنها تهدف إلى الرفع من نسبة الكشف عن الحالات المصابة بهذا الداء من 85 في المائة حاليا إلى 95 في المائة في حدود سنة 2016، أي الكشف عن 4800 حالة سنويا بمعدل 400 حالة شهريا على مستوى جميع الجهات والأقاليم، وذلك من خلال الحملات الوطنية التي تتم بهذا الخصوص للتحسيس بخطورة المرض وأهمية الكشف المبكر تزامنا مع تخليد اليوم العالمي لمكافحة داء السل، أمس الثلاثاء، والذي يخلده المغرب تحت شعار «ضد داء السل، لنمرّ إلى سرعة قصوى». وقد أعلنت وزارة الصحة عن انطلاق الحملة الوطنية الثانية للكشف عن داء السل بشراكة مع المؤسسات الحكومية المعنية والمجتمع المدني وبدعم من الصندوق الدولي لمكافحة داء السيدا، السل، الملاريا. وتهدف هذه الحملة إلى تعزيز الكشف عن داء السل لدى المجموعات السكنية الأكثر عرضة للخطورة، على مستوى الأقاليم والعمالات الأكثر تضررا من هذا الداء والمتمثلة في الجهات الست التالية: فاس بولمان، الدارالبيضاء الكبرى، الرباطسلا زمور زعير، الغرب الشراردة بني احسن، طنجةتطوان وسوس ماسة درعة. وتندرج هذه الحملة التي تمتد من 24 مارس إلى 24 أبريل 2015 في إطار تنفيذ المخطط الوطني 2013-2016 لتسريع التقليص من الإصابة بداء السل. وأدرجت وزارة الصحة مكافحة داء السل كأولوية في المخطط الاستراتيجي 2012-2016 ، وقد سمح البرنامج الوطني لمكافحة داء السل بتراجع معدل الإصابة منذ سنة 1996. ويشار إلى أن الحملة الأولى للكشف عن داء السل التي كانت سنة 2014 سمحت بالاستفادة من استشارات طبية لأكثر من 41000 شخص، وتحديد 3246 حالة مشتبه في إصابتها بداء السل، وتشخيص ما يقارب 300 حالة مصابة.