للرفع من نسبة الكشف عن الحالات المصابة إلى 95 بالمائة في أفق 2016 أعلنت وزارة الصحة عن انطلاق الحملة الوطنية الثانية للكشف عن داء السل، وذلك بشراكة مع المؤسسات الحكومية المعنية والمجتمع المدني، وبدعم من الصندوق الدولي لمكافحة داء السيدا، السل والملاريا. وأوضح بلاغ للوزارة، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن انطلاق هذه الحملة، يأتي بمناسبة تخليد المغرب والمجتمع الدولي اليوم العالمي لمكافحة داء السل، تحت شعار "ضد داء السل .. لنمر إلى سرعة قصوى". وأشار المصدر ذاته إلى أن هذه الحملة تروم تعزيز الكشف عن داء السل لدى المجموعات السكنية الأكثر عرضة للخطورة، على مستوى الأقاليم والعمالات الأكثر تضررا من هذا الداء والمتمثلة في جهات فاس بولمان، الدارالبيضاء الكبرى، الرباطسلاازمور ازعير، الغرب الشراردة بني احسن، طنجةتطوان وسوس ماسة درعة. وتندرج هذه الحملة التي تمتد من 24 مارس الجاري إلى 24 أبريل المقبل، في إطار تنفيذ المخطط الوطني 2013-2016 لتسريع التقليص من الإصابة بداء السل، والذي يروم الرفع من نسبة الكشف عن الحالات المصابة بهذا الداء من 85 بالمائة حاليا إلى 95 بالمائة في أفق سنة 2016، أي الكشف عن 4800 حالة سنويا بمعدل 400 حالة شهريا على مستوى جميع الجهات والأقاليم. ومن أجل بلوغ هذه الأهداف، يضيف البلاغ، أدرجت وزارة الصحة مكافحة داء السل كأولوية في المخطط الاستراتيجي 2012-2016، الشيء الذي ترجمته الزيادة المهمة في الميزانية المخصصة لهذا البرنامج، والتي ارتفعت من 20 مليون درهم سنة 2011 إلى 56 مليون درهم سنة 2014. وعلى المستوى الدولي، ذكرت الوزارة بأن منظمة الصحة العالمية أفادت بإصابة أزيد من تسعة ملايين شخص بداء السل سنة 2013، توفي منهم مليون ونصف شخص. أما على المستوى الوطني، فقد سجلت وزارة الصحة 27 ألف و745 حالة إصابة جديدة بداء السل، تستدعي تحمل النفقات العلاجية المجانية بالمؤسسات الصحية ستة أشهر من العلاج، وفي بعض الحالات، تصل مدة العلاج إلى 18 شهرا بكلفة تصل إلى 34 ألف درهم لكل مريض مصاب بداء السل متعدد المقاومة. وأشارت الوزارة إلى أن هذا الداء يصيب، بمعدل أكبر، الشباب الذين يعيشون بالوسط الحضري خصوصا بالأحياء الهامشية والأكثر كثافة، مذكرة بأن البرنامج الوطني لمكافحة داء السل، الذي تقوده الوزارة والذي ثمنت منظمة الصحة العالمية إنجازاته، مكن من تراجع معدل الإصابة منذ سنة 1996. أما نسبة الكشف عن الحالات المصابة، يضيف البلاغ، فلم تتغير حيث لا تزال تمثل 85 بالمائة، وبلغت نسبة نجاح العلاج 90 بالمائة. وتم تحقيق هذه النتائج بفضل المجهودات المبذولة من طرف وزارة الصحة وشركائها، خصوصا الصندوق الدولي لمكافحة السيدا الملاريا وداء السل، علاوة على جمعيات المجتمع المدني التي تقوم بالاشتغال عن قرب في مجال تحسيس المرضى المصابين بداء السل، وتوعية المرضى الذين تخلوا عن متابعة العلاج. وعلى الرغم من هذه التوجهات الإيجابية، يؤكد المصدر ذاته، فإن مكافحة داء السل لا تزال دون المستوى المطلوب، بما أن العوامل المحددة للمرض لا تزال متعددة وترتبط بالأساس بالظروف الاقتصادية والاجتماعية الهشة. وتتكون البنيات التحتية المتخصصة في مكافحة داء السل من 62 مركزا لتشخيص وعلاج داء السل والأمراض التنفسية، الموزع على مجموع الأقاليم، 72 مركزا صحيا مندمجا ومصلحتين للعلاج المتخصص في السل متعدد المقاومة بالمراكز الاستشفائية الجامعية بالرباطوالدارالبيضاء. يشار إلى أن الحملة الأولى للكشف عن داء السل سنة 2014 مكنت من الاستفادة من استشارات طبية لأكثر من 41 ألف شخص، وتحديد 3246 حالة مشتبه في إصابتها بداء السل، وتشخيص ما يقارب 300 حالة مصابة.