كما كان منتظرا، بدأت المشاهد الأولى للزوال الفعلي لسينما «ألكازار» التاريخية بطنجة في الظهور، إذ انهار سقفها يوم الجمعة الماضي، جراء التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها المدينة، وأيضا جراء الإهمال الذي يطالها. ولم يتحمل سقف سينما ألكازار المتداعي، التي يبلغ عمرها 100 عام، كميات الأمطار التي تساقطت عليه، والتي «تواطأت» مع الإهمال، لتنهار أجزاء واسعة منه، وهو الانهيار الذي لم يسفر عن سقوط ضحايا، اكون أبواب السينما مغلقة منذ 20 عاما. وأعاد هذا الحادث إلى الواجهة وضعية السينما القريبة من المدينة القديمة لطنجة، والتي تعد واحدة من أقدم دور السينما والعروض المسرحية بالمغرب، إذ لا تتجاوز وعود السلطات المحلية والمركز السينمائي المغربي بترميمها حيز جدران القاعات التي أطلقت فيها. وسبق لوالي طنجة أن أكد أن السينما مملوكة للمدينة، فيما وعد عمدة طنجة، فؤاد العماري، بترميمها، لكن هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح، ويجهل أيضا ما إذا كانت هذه السينما ستستفيد من مشاريع ترميم المآثر التاريخية لطنجة ضمن برنامج «طنجة الكبرى». من جهته، وعد المركز السينمائي المغربي، في شخص مديره السابق، نور الدين الصايل، بترميم القاعة ضمن برنامج يستهدف دور السينما التاريخية بالمغرب، لكنه عاد وألقى باللائمة على الجماعة الحضرية في تعثر هذا المشروع. وسبق للصايل أن حضر عروضا بهذه السينما، إذ إنه كان يقطن بحي خوصافات المجاور لها، وسبق له أن أبرز قيمتها التاريخية كواحدة من أقدم دور السينما بالمغرب، والتي أدخلت الثقافة السينمائية إلى البلد. ويخشى سكان طنجة أن يكون الإهمال الذي يطال السينما «ممنهجا»، إذ تشير معطيات إلى أن أسماء تصنف ضمن لوبي العقار أبدت رغبتها في الحصول على الوعاء العقاري الذي تقام عليه السينما. وافتتحت سينما «ألكازار» أبوابها عام 1914، وأكملت العام الماضي، وسط تجاهل رسمي تام، قرنا من الزمن، ولا يزال سكان طنجة القدماء يحتفظون في ألبوماتهم بصور لهذه القاعة توثق لفترتها الذهبية في العهد الدولي، وكذا في الستينيات والسبعينيات، حيث كانت رمزا للسينما بطنجة.