كشف العثور على وثائق هوية مغربية تعود لعناصر متطرفة في باكستان عن كون عدد من المغاربة المبحوث عنهم بتهم المشاركة في أحداث 11 شتنبر بالولايات المتحدةالأمريكية أو في هجمات قطارات مدريد مازالوا يوجدون في أفغانستان أو في الحدود مع باكستان، بعد تشديد الخناق عليهم وإصدار مذكرات بحث واعتقال في حقهم. وتكمن مفاجأة المخابرات الإسبانية في كون المواطنة الإسبانية راكيل بورغوس غارسيا، البالغة من العمر 34 سنة، وهي زوجة المغربي عامر العزيزي، توجد في المنطقة المحاذية لباكستان حيث تم العثور على جواز سفرها الإسباني، بالإضافة إلى بطاقة إقامة وطنية مغربية موقعة من طرف حفيظ بنهاشم، وألبوم صور لها. وكان المغربي عامر العزيز الملقب ب«عثمان الأندلسي» الذي تشتبه المصالح الأمنية الإسبانية والمغربية في انتمائه إلى أول خلية لتنظيم القاعدة في إسبانيا قد تزوج بالإسبانية التي اعتنقت الإسلام، متشبعة بالأفكار الإسلامية المتطرفة، حيث تم استقطابها من طرف المجموعة ذاتها. ووفق التقارير الأمنية الإسبانية، فإن عامر العزيزي تزوج بالإسبانية راكيل حيث كان عمرها حينها لا يتجاوز 20 سنة بعد حدوث تحول كبير في حياتها. وتضيف التقارير المخابراتية الإسبانية أن راكيل التحقت رفقة زوجها عامر العزيزي للإقامة في المغرب في نهاية التسعينيات، حيث حصلت على بطاقة إقامة مغربية، تحت رقم BK 04791C، إذ كانت تقيم بشارع ماندارونا، بسيدي معروف بالدارالبيضاء. ولم تكن السلطات المغربية تتوقع أن الإسبانية وزوجها المغربي سيصبحان في ما بعد من أخطر العناصر الملاحقة من طرف أمن عدة دول نظرا للاشتباه في انتمائهما إلى تنظيم أسامة بن لادن، خصوصا بعدما أثبتت التحريات أن زوجها سبق وأن التقى المصري عطا، الذي قالت الشرطة الفدرالية الأميركية إنه كان يقود الطائرة الأولى التي استهدفت أحد برجي مركز التجارة العالمي. كما أثبتت التحريات الإسبانية أن عامر العزيزي اجتمع مع عطا في فندق بمدينة سالو الإسبانية، أياما قبل أحداث البرجين العالميين بالولايات المتحدةالأمريكية. من جهتها ذكرت السلطات الإسبانية أنها تجهل مصير راكيل، كما أن عائلتها لا تعرف وجهتها منذ سنة 2001، وهو التاريخ الذي صدرت فيه مذكرة البحث والاعتقال ضد زوجها المغربي عامر العزيزي، حيث التحق بمعسكر الشهيد أبو يحيى بأفغانستان. وتضيف التقارير الأمنية أنه في يوم 10 غشت 2001، قامت الشرطة الإسبانية بتفتيش شقة المغربي جمال زوغام، لتعثر على أرقام هاتف عامر العزيزي والذي كان يتواجد حينها في المغرب رفقة زوجته وأطفاله الثلاثة. شهورا بعد ذلك وبعد محاولة الأجهزة الأمنية الإسبانية اعتقال عامر وزوجته، كان هذا الأخير قد فر في اتجاه إيران، فيما توجهت زوجته إلى مدينة القصر الكبير بالمغرب، حيث تم إيواؤها من طرف عائلة مصطفى الميموني، الذي يقضي حاليا عقوبة سجنية لعلاقته بتفجيرات الدارالبيضاء. بعدها لجأت راكيل بورغوس للاختباء في مدينة القصر الكبير بمنزل الميموني، حيث انتقل أحد المتعاطفين مع تنظيم القاعدة من هولندا إلى مدينة القصر الكبير ليمنح نجاة، وهي زوجة الميموني، مبلغا ماليا يقدر بمليوني بسيطة إسبانية، من أجل إعالة راكيل وأبنائها الثلاثة، وتسهيل سفرها وهروبها من المغرب. فقام مصطفى الميموني رفقة زوجته نجاة بتهريب الإسبانية راكيل خارج المغرب داخل قارب انطلق من ميناء الصويرة إلى لندن. وفور وصول راكيل وأبنائها إلى لندن توجهوا مباشرة إلى أفغاستان، لتلتقي مجددا بزوجها المغربي عامر العزيزي، في شهر غشت من سنة 2002. قبلها بأيام تلقى مصطفى الميموني رسالة إلكترونية اعترضتها المخابرات الإسبانية، يقول نصها إن «راكيل قد وصلت الحدود الأفغانية الباكستانية، وإنها بصدد الدخول للقاء زوجها». ومنذ ذلك الوقت لم يعرف مصير الإسبانية وزوجها المغربي إلا في حدود الأسبوع المنصرم، حيث عثرت المخابرات الباكستانية على مجموعة من وثائقها ووثائق زوجها في عملية عسكرية، ليتبين للمحققين أن قصة الزوجين المبحوث عنهما مازالت في بدايتها وأنهما قد تمكنا مجددا من الفرار من قبضة السلطات الأمنية.