تقدمت الخادمة فاطمة العفاوي، يوم الاثنين 2 نونبر الجاري، بشكاية لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالجديدة ضد مشغلها (ع.د.) وزوجته (س.م.) القاطنين بالبيضاء. وتحكي الشكاية التي حصلت «المساء» على نسخة منها، أن فاطمة البالغة من العمر 48 سنة اشتغلت لدى المشتكى بهما قبل ست سنوات وتتهمهما مباشرة باحتجازها ومنعها من الاتصال بالعالم الخارجي بل وتضيف أنهما منعاها من ربط أي اتصال بأي شخص سواء من معارفها أو من أفراد عائلتها. كما وصفت الخادمة في شكايتها ما لاقته خلال ست سنوات من آلام ومعاناة، مؤكدة أنها تعرضت لكل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، وأضافت أن مشغليها كانا يهددانها دائما إن هي أفشت سر ما تتعرض له فسيلفقان لها تهمة السرقة. وختمت فاطمة شكايتها بسرد آخر واقعة من مسلسل الاعتداءات التي كانت تتلقاها، فبتاريخ 18-10-2009 تعرضت للضرب والجرح من طرف مشغلتها تسلمت إثر ذلك شهادة طبية تقر عجزها، وتشير إلى أنها طريحة الفراش بمنزل أخيها بالجديدة بعد أن تمكنت من الهرب، والتمست في آخر شكايتها من الوكيل العام للملك بإعطاء توجيهاته لضابطة الشرطة القضائية لإجراء بحث في الموضوع مع إحالة المشتكى بهما على النيابة العامة وتقديمهما ومتابعتهما بالأفعال المنسوبة إليهما، وعززت الشكاية بالشهادة الطبية وصور تبين آثار التعذيب الجسدي الذي تعرضت له الضحية حسب مزاعمها. «المساء» زارت الضحية ببيت أخيها وقد كانت محاطة بابنها رضوان وإخوتها وقد كان الجميع يقومون بمجهودات حثيثة لمساعدتها على الخروج من الأزمة النفسية التي تعانيها، وبعد إلحاح شديد أخذت في سرد معاناتها، حيث أكدت أنها كانت في البداية تشتغل عند عائلة تنحدر من مدينة فاس وكانوا يراعونها ويهتمون بشؤونها قبل أن تغرر بها مشغلتها الأخيرة وتحتجزها مدة ست سنوات أذاقتها خلالها كل أنواع العذاب، وأضافت أنه في إحدى المرات عرضتها لكسر على مستوى أنفها وكانت غالبا ما توقظها في الصباح الباكر بصب الماء البارد عليها، كما كانت تأمرها بتنظيف الأرضيات باستعمال «الماء القاطع» وأحيانا كثيرة كانت تعرضها للضرب على رأسها باستعمال «مقلاة» إلى أن يغمى عليها... وقد استمرت فاطمة في سرد هذه الوقائع وهي تذرف دموعها حتى أبكت كل المحيطين بها. ورغم تأكيدها أن زوج مشغلتها كان يعاتب زوجته أحيانا ويطالبها بتسريح الضحية فإن كلامه لم يكن يزدها إلا إصرارا على تعذيبها أكثر والتفنن في اختيار أبشع طرق ووسائل التعذيب. وتضيف الضحية، أنها بالإضافة إلى هذه الاعتداءات كانت تمنع من الأكل والشرب عقابا لها على عدم الإسراع في الانتهاء من أعمال البيت. أما عن طريقة الهروب فأجابت الضحية بأن سفر مشغلتها إلى طنجة للالتقاء بابنتها القادمة من الديار الأوربية هو الذي سمح لها بالترخيص لها بزيارة عائلتها لأول مرة منذ ست سنوات شريطة عدم التفوه بما يؤكد واقعة الاعتداء. أخ الضحية أكد ل«المساء» أن أحد «صانعي السيراميك» كان يقوم ببعض الأعمال لدى بيت مشغلة أخته واستغلت الفرصة وسلمته رقم هاتف أخيها وطلبت منه أن يخبر عائلتها بما تعانيه، وفعلا فور قدومها لزيارتهم استدرجوها في الكلام حتى حكت لهم الحقيقة كاملة فأقدموا على نقلها إلى المستشفى حيث تم استصدار شهادة طبية تمت بها تزكية أقوالها لدى وكيل الملك في مواجهة مشغلتها.