عاش شارع «مولاي عبد العزيز» بالقنيطرة، في حدود الواحدة من صباح يوم أمس، لحظات احتقان شديدة، بطلها شاب في عقده الثالث، كان في حالة غير طبيعية، ادعى أنه ينتمي إلى «المخزن»، حينما شرع في تهديد رجال الشرطة الذين حضروا إلى مكان الحادث بعد ارتكابه حادثة سير. وتسببت عربدة الشاب «المخزني» على عناصر الأمن الولائي في عرقلة حركة المرور بالشارع المذكور، وإحداث الضوضاء والضجيج الذي أيقظ سكان العمارات المجاورة، بعد رفضه الامتثال لتعليمات فرقة التدخل، وامتنع عن تسليمها وثائق السيارة التي كان يقودها، مع ما صاحب ذلك من عبارات مسيئة لأحد عناصرها. هذا الشاب، الذي قدم نفسه على أنه «ولد السربيس»، ولن يستطيع أي أحد النيل منه، رغم ما بدر منه من تصرفات وسلوكات مشينة، شرع في تهديد رجل أمن بزي مدني، وتوعد بطرده من سلك الشرطة. ورغم تدخل أصحاب النوايا الحسنة لتهدئة الأمور، فغن المعربد تمادى في الاستهزاء بالشرطي، وسخر منه بعبارة «كيفاش بغيتي نعرف بأنك بوليسي واخا تكون هاز هاداك الراديو». وتطلب هذا الوضع المحتقن، الذي استمر زهاء نصف ساعة، تدخل دورية أخرى للشرطة، التي أسرعت إلى مكان الخادث، الذي لا يبعد سوى بأمتار قليلة عن مبنى ولاية أمن القنيطرة، حيث تمت مطالبته بمرافقتها إلى مقر الولاية لتحرير محضر في الموضوع، خاصة وأن الحادثة، أسفرت عن إصابة أحد ركاب السيارة التي صدمها بقوة من الوراء، قبل أن تتطور الأمور إلى سب وشتم رجل أمن يؤدي واجبه المهني. وقال شهود عيان إن الشاب، وبعدما استشعر جدية تعامل رجال الأمن معه، أفصح لهم أخيرا عن هويته، وصرح بأنه جندي بمركز الهندسة العسكرية، لكنه ظل متمسكا بعدم ركوب سيارة الشرطة، وهو ما أثار الكثير من الاستهجان والاستياء في صفوف المواطنين الذين عاينوا تفاصيل هذا الواقعة. وأضاف الشاهد أن موقف «الجندي»، سرعان ما تغير نحو التهدئة، مباشرة بعدما وصلت صدى احتجاجات الحاضرين إلى مسامعه، ووصول سيارة إسعاف لنقل المصاب سالف الذكر، حيث انصاع لأوامر رجال الشرطة، وانتقل معهم إلى المصلحة الأمنية، منهيا بذلك حالة الفوضى التي أحدثها بالشارع العام.