قبل ساعات قليلة من انقضاء العام الماضي، كانت الدارالبيضاء، على غرار العديد من المدن المغرب، تستعد لاستقبال عام جديد..حركة دائبة في كل الاتجاهات، وخصوصا في الشوارع الكبرى حيث تنتشر المطاعم الكبرى والملاهي الليلية والحانات..فما إن بدأ الليل يرخي سدوله على المدينة حتى صار البيضاويون يستعدون للاحتفال كل حسب اختياراته. وككل نهاية عام، تجندت الإدارة العامة للأمن الوطني للمناسبة التي تكثر فيها عادة حوادث الاعتداءات والسرقة والعنف. وتبعا لذلك، عاشت مدينة الدارالبيضاء على غرار باقي المدن المغربية حالة استنفار قصوى..خاصة وأن ليلة أمس كانت صاخبة وحضر فيها كل شيء: دعارة وشرب الخمر وسرقة، إضافة إلى التشرميل. من دوريات رجال الشرطة ليلة رأس السنة اليوم 24 نزل ليلة رأس السنة إلى الشارع ووقف على عدد من الحوادث التي شهدتها العاصمة الاقتصادية.. فتدخلات رجال الأمن بدأت ليلة أمس مبكرا بحيث جرت أولى الاعتقالات في حدود الساعة العاشرة مساء، عندما تم اعتقال شابين في حالة سكر طافح، يتشاجران في الخلاء ولولا تدخل الأمن لكان قتل احدهما الآخر، وتم نقلهما إلى مخفر الشرطة من أجل التحقق من هويتهما ليتم اقتيادهما فيمكا بعد إلى الدائرة الأمنية من أجل مواصلة الاستماع إليهما. سعيد عبد الإله، عميد إقليمي ورئيس مصلحة الشرطة القضائية بالدارالبيضاء، أكد أن الاستعدادات الأمنية لاحتفالات رأس السنة بالدارالبيضاء بدأت قبل 15 يوما. وانطلقت برصد النقط السوداء ووضع خريطة أمنية للمدينة تم من خلالها تقسيمها إلى مناطق أمنية، غير أن الاستعدادات الأمنية ليلة رأس السنة بدأت من مقر ولاية أمن الدارالبيضاء عبر تجميع العناصر وتوزيعها على دوريات جابت مختلف أحياء ومناطق العاصمة الاقتصادية، مع منح الأولوية للمناطق التي تعرف نشاطا مكثفا تلك الليلة ككورنيش عين الذياب. غير بعيد عن اعتقال الشابين تمكنت دورية الأمن التي رافقها اليوم 24 طيلة ليلة رأس السنة وحتى الساعات الأولى من صباح أول أيام العام الجديد من اعتقال ثلاثة شباب تم ضبطهم يتشاجرون وهم في حالة سكر، وكان سبب الخلاف "شيشة" ! الشباب هم من أبناء الأحياء الصفيحية المحايدة لشاطئ عين الذئاب، وما إن تم اعتقالهم حتى انتشر الخبر ووصل لأسرهم التي انتقلت على الفور إلى مخفر شرطة"ميامي"، ليتم إطلاق سراحهم. الساعة اقتربت على الثانية عشر.. مخفر الشرطة صار يستقبل عددا من "المعربدين" واللصوص و"المشرملين" الذين كانوا يحاولون سرقة مرتادي كورنيش عين الذئاب. هؤلاء سرعان ما ينهارون ويتوسلون رجال الأمن، الذين يتأكدون من هويات الموقوفين، وفي حال عدم تورطهم في جرائم سابقة يتم إطلاق سراجهم. لكن اللافت هو أن عدد من "المعربدين" سرعان ما يعاودون الكرة، وبمجرد إطلاق سراحهم يعودون للفوضى، بحيث أن منهم من دخل للمخافر أكثر من 3 مرات في ليلة واحدة ! الدقائق الأولى من سنة 2015 بدأت باستقبال دورية الأمن اتصالا مفاده وقوع حادثة سير بالقرب من فيلات عين الذئاب. انتقلت الدورية على الفور لتجد شابا غارقا في دمائه بعد أن صدمته سيارة أجرة من الحجم الكبير. الشاب الذي كان على متن دراجة نارية كانت إصابته بليغة، وقد تم إشعار الإسعاف ومن تم نقل إلى مستشفى مولاي يوسف، ورافقته عناصر شرطة حوادث السير. وبعد أخذ بياناته، تبين أن الدراجة النارية هي لأخيه وسرقها منه من أجل الاحتفال برأس السنة في عين الذئاب. الساعة تشير إلى الواحدة صباحا.. بعض المقاهي أنهت احتفالاتها، وصار المحتفلون يغادرون بينما بعض "المشرملين" يتربصون بهم. هؤلاء كانوا يستعينون في بعض الأحيان ب" الكريموجين" من أجل إجبار ضحاياهم على الاستسلام ومن ثم سلبهم ما بحوزتهم. رجال الأمن لم يتوقفوا، بل صاروا يجوبون مختلف أزقة عين الذئاب حيث تنتشر الملاهي الليلية تزامنا مع مغادرة المحتفلين. وفي حدود الساعة الثالثة صباحا، تم إيقاف أربعة شباب مغاربة يقيمون في فرنسا، ضمنهم، وقد كانوا كلهم في حالة سكر طافح "يعربدون" بالشارع العام. وتم نقلهم إلى مخفر الشرطة من اجل تنقيطهم ، ليخلى سبيلهم فيما بعد، وما إن خرجوا حتى شرعوا في سب المغرب ورجال الشرطة، ليتم من جديد اعتقالهم و تسجيل محضر في حقهم وإحالتهم على دائرة الشرطة. ولم يخل محيط كورنيش عين الذئاب من حوادث متفرقة، فخلال الساعات الأولى من الصباح، أوقفت عناصر الأمن أحد الشباب الذي تبين من تنقيطه أنه مبحوث عنه من أجل تهمة السرقة وتكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة، كما أوقفت العناصر الأمنية متهمين بالسرقة تم نقلهما إلى مقر الدائرة الأمنية من أجل استكمال الإجراءات القانونية قبل عرضهما على وكيل الملك.إحدى معتقلات ليلة رأس السنة الميلادية مع بزوغ الخيوط الأولى من أول أيام العام الجديد، بدأ الهدوء يخيم على المكان بعد أن غادر العشرات من الشباب فضاءات الملاهي الليلية وأخلوا ممرات الشريط الساحلي، لكن الليلة لم تكن لتمر دون أن تخلق بعض ممتهنان الدعارة الحدث. فتيات في مقتبل العمر، شبه عاريات، يغادرن في مجموعات كباريهات عين الذئاب، أغلبهن في حالة سكر طافح يتمايلن ذات اليمين والشمال، وهن يملأن المكان صراخا، قبل أن ينتهي بهن المطاف بسيارات فاخرة رفقة زبنائهن..وينطلق العام الجديد!