سمير باشري ماحذر منه العديد من الزملاء الصحفيين في ندوة تقديم فرتوت مدربا لأولمبيك أسفي للمرة الثانية على التوالي وقع، والضمانات التي تلقاها من مسؤولي الفريق حتى لايتكرر سيناريو الموسم الماضي بخصوص الطريقة التي تم بها إبعاده بها وفق ماصرح به فرتوت آنذاك، أنه ليست هناك ضمانات سوى ضمانة الله تعالى، وهو الذي ساهم في بقاء الفريق في حظيرة الأندية الاحترافية رفقة جل مكونات النادي، بعد الانتصار التاريخي على الرجاء؛ حارما إياه من درع البطولة في ذكرى ستظل خالدة في تاريخ الناديين. عاد فرتوت وعادت معه النتائج الإيجابية واستعاد القرش عافيته، بعد انطلاقة غير موفقة مع المدرب المقال التونسي لطفي رحيم، فانتصر على الوداد والكوكب المراكشي وحسنية أكادير و المغرب التطواني….، لكن سرعان مابتنا نتابع ونسمع عن توتر العلاقة من جديد بين فرتوت ومكتب أولمبيك أسفي، وأن هناك نارا خفية بدأت تشتعل لايعلم موقدها إلا مشعلوها، خصوصا وأن فرتوت لم يتمالك أعصابه وأعلنها جهرا؛ حينما قال أن التشويش بات يلازمه، دون أن يكشف عن المشوشين وترك الأمر غامضا. فخرجات فرتوت الأخيرة بإيجابياتها وسلبياتها، تثبت بجلاء عمق المعاناة التي يحس بها، وعمق الصراع الخفي الذي يعيشه في هذه المرحلة من الموسم الرياضي، مع العلم أن عقده سينتهي بعد آخر دورة من البطولة الاحترافية، ماجعله يتريث في الرد على مقترح تجديد، عقده وكأنه يحاول أن يرد على منتقديه بمغادرة الفريق قبل تكرار سيناريو الموسم الماضي. ومازاد من توتر العلاقة بين الجانبين، ماتم الترويج له، حول غضبة مسؤولي أولمبيك أسفي، بعد رحلة الفريق من تطوان إلى مدينة الرباط قبل مواجهة الجيش الملكي، خاصة بعد احتجاج فرتوت على مكان الإقامة و الأكل، حيث لم يرقه ذلك رفقة اللاعبين حتى بعض مرافقي الفريق طالبوا في حينه إدارة الإقامة بالتدخل وتحسين جودة الخدمات، لكن ماتسرب من المحيط المرافق والتقرير السلبي حول هذه الرحلة، وضع فرتوت في موقف حرج أمام المكتب المسير، من خلال الكلمات التي تم اعتباره تفوه بها و غضبته على الطاقم الإداري، ومغادرته المكان، وتركه اللاعبين يتدربون لوحدهم قبل يوم من المباراة،رغم كونها تبقى غضبة عادية واحتجاجه في محله، لكن دون الخروج عن النص. أكيد أن غضبة فرتوت لم تكن عادية، و أنه ليس هناك نار بلا دخان، وأن سهام فرتوت جاءت بعد قوة ضغط وتحمل كبيرين،وأن من حقه أن يدافع عن نفسه ويدافع عن طاقمه التقني وعن انتداباته واختياراته التقنية، لكن عليه أن يزن كلامه ويعرف كيف يرد، لأن ما تلفظ به حسب ماتم تم تسريبه وماتم نقله وإن كان ذلك صحيحا، خلال الرحلة المذكورة، ترك جرحا عميقا في نفسية جل مكونات أولمبيك أسفي، بقوله أنقذتكم من النزول …، هذا قول صحيح، متناسيا أن النجاح مشترك ساهمت فيه جميع مكونات الفريق، مع العلم أن بصمته هي الأولى، وهو يعي أن في لغة كرة القدم الانتصار يحسب للاعبين والهزائم للمدرب وهذه هي سنة اللعبة . وضعية أولمبيك أسفي في الوقت الراهن، تفرض على المكتب المسير وجل مكونات النادي، اتخاذ القرار المناسب، بعدم ضرب الاستقرار التقني للفريق الذي بدأت تماره تنضج وبدأ يجني أولى غلاتها في ظل تمسك الأندية الكبرى بمدربيها، وكذا استخلاص العبر من الموسم الماضي، بعد أن باءت جميع المفاوضات لانتداب مدرب بالفشل خاصة مع جمال السلامي وهشام الإدريسي ومصطفى مديح وأسماء أخرى كانت في الكواليس، قرر بعدها المسؤلون تغيير الوجهة نحو مدرب أجنبي وهو ماتم بالفعل لكنه غادر الفريق بعد أربع دورات، لكن فرتوت كان في الموعد وعاد من جديد رغم الانتقادات التي وجهت إليه للطريقة المستفزة التي رحل بها .