أصبحت مدينة ابن سليمان، في الأشهر القليلة الأخيرة، تحت رحمة عصابات السطو والمنحرفين الذين احتلوا محيطها الغابوي سواء منه التابع للمندوبية السامية للمياه الغابات، أو الذي يوجد داخل كولف المنزه المهدم الأسوار. وأصبح الداخل إلى المدينة أوالخارج منها او المتجول بمحاذاة الكولف، تحت رحمتهم. أزيد من خمسين اعتداء بهدف السطو على ممتلكات المواطنين نفذتها عصابات بضواحي مدينة ابن سليمان في أقل من شهر، حيث تم تجريد التجار والمتسوقين من كل ما توفر لديهم من نقود وسلع، وجرد مواطنون من أجورهم ورواتبهم وهواتفهم النقالة، وتعرض بعضهم ممن قاوموا أفراد العصابات، للاعتداء الذي نتجت عنه كسور وجروح بليغة. العشرات من السيارات تم تكسير زجاجها واعتراض سبيلها من طرف مجهولين استغلوا ظلام الليل على طول طريق عين السفيرجلة، شكايات عديدة تلقتها «المساء» تصب كلها حول ظاهرة الانفلات الأمني بضواحي المدينة، الذي حد من تحركاتهم اليومية في اتجاه العمل والدراسة وقضاء مصالح أسرهم. منهم من وضع شكايته لدى مصالح الدرك الملكي وكثيرون اختاروا الصمت واتخاذ الحيطة والحذر. وكثير من السيارات تم السطو عليها ليلا من طرف مجهولين داخل الأحياء السكنية الفلين وكريم والسلام والقدس ولالة مريم... رغم دوريات الأمن الوطني التي تقضي الليل في التجوال بين أزقة وأحياء المدينة. لم يعد يمر يوم دون أن يتعرض العشرات من المواطنين بضواحي مدينة ابن سليمان لاعتداءات وعمليات سطو منظمة أو عشوائية من طرف عصابات ومنحرفين، يستغلون الشريط الغابوي الفاصل بين تراب نفوذ الأمن الوطني والدرك الملكي، والذي أصبح مرتعا للمنحرفين ولاعبي القمار ومروجي الخمور والمخدرات، وملجأ لهذه العصابات المنظمة التي تستهدف الساكنة. والتي يستغل بعضها الآخر الخلاء المظلم والمنعزل التابع للكولف المنزه قبالة الأحياء السكنية (المحمدي، الإداري، كريم،لالة مريم). حيث يعمدون إلى اختطاف الفتيات وممارسة الجنس عليهن داخل الكولف بعيدا عن أعين الأمن الوطني. أما القرويون الوافدون بهدف التسوق أو التجارة، والنساء والرجال، سواء كانوا راكبين على الدواب أو على العربات المجرورة أو حتى الدراجات الهوائية أو النارية أو السيارات هم أيضا عرضة للاعتداءات والسطو من طرف غرباء ومجهولين يمتطون تارة دراجات نارية أو سيارات وبعضهم راجلين، يستغلون ظلام الليل أو عزلة المنطقة فيعمدون إلى اعتراض المواطنين وسلب ممتلكاتهم وتعذيب كل من حاول مقاومتهم، يضعون الأحجار على طول الطريقين الرابطين بين مدينة ابن سليمان ومدينة بوزنيقة والقصر الملكي الغزالة، أو يرمون زجاج السيارات بالأحجار لإرغام السيارات على الوقوف. بعض ضحايا الاعتداءات والسرقة أكدوا في تصريحات متفرقة ل«المساء» أن العصابة مكونة من خمسة شبان كانوا يمتطون سيارة خضراء نوع (رونو 12) وبعضهم أكدوا أن المجرمين كانوا يركبون دراجات نارية سريعة، وآخرون أكدوا أنهم تعرضوا للسطو من طرف شبان كانوا على متن دراجات نارية نوع (بوجو 103).