أصيب أطفال بقرى بميدلت بنوبات زكام حادة وأمراض تنفسية تسببت لهم في ارتفاع كبير في درجة الحرارة وجعلتهم طريحي الفراش، بسبب موجة البرد القارس التي تضرب المنطقة التي رافقتها تساقطات ثلجية فاق علوها المتر. وبحسب مصادر «المساء» فإن دوار «تعرعارت» التابع لقيادة تونفيت ودواوير أخرى تنتمي لإملشيل وآيت عبدي وأنمزي، مازال أطفالها مرضى يعانون من الأعراض نفسها، وسط تخوفات من طرف السكان من تكرار فاجعة أنفكو التي راح ضحيتها 26 طفلا لقوا حتفهم بسبب البرد الشديد. وفي ظل غياب مركز صحي يتكفل بعلاج المرضى وينقذ حياتهم من الموت فالسكان والأطفال محاصرون بالثلوج من جميع النواحي وسط انقطاع مختلف المسالك الطرقية، مما يجعل الوصول إلى المستشفى يعد مستحيلا. وأكدت المصادر ذاتها، أنه في الوقت الذي لقي صبي في شهره الثاني مصرعه بسبب البرد بدوار تعرعارت الذي يبعد عن تونفيت ب57 كلم، أصيب 14 آخرون بأمراض تنفسية حادة استدعت إيفاد وزارة الصحة لوحدة طبية، استجابة لاستغاثة السكان، حيث تابعت اللجنة الوضع عن قرب بمنطقتي «تعرعارت «و»ماسو» بداية من يوم الاثنين الماضي، حيث أشرفت تلك الوحدة المتنقلة المكونة من المندوب الإقليمي للصحة بميدلت وخمسة أطباء وممرضين على تقديم العلاجات الضرورية للمرضى، مع تشخيص الحالات المرضية المستعصية لما يناهز 400 شخص من منطقتي ماسو و»تعرعارت»، في الوقت الذي مازال فيه سكان قرى أخرى بميدلت معزولين ينتظرون أيضا وحدات طبية تعالج أطفالهم الصغار. وقد استنكرت المصادر ذاتها غياب التجهيزات اللوجستيكية فإقليم ميدلت بكامله مؤكدة توفره فقط على 10 كاسحات للثلوج.