من جديد، سيدخل مجموعة من مهنيي المجازر البلدية في الدارالبيضاء في صراع مع السلطات العمومية، إذ قرروا الاستمرار في تنظيم وقفات احتجاجية صباح كل يوم خميس أمام المجازر البلدية. وأكد بعض القصابة أنه بعد مرور أكثر من عشرة أيام فإن السلطات الجهوية لم تفتح معهم، لحد الآن، حوارا جادا ومسؤولا بحضور رئيس مجلس المدينة والمصالح البيطرية والمصالح الضريبية لطرح جميع المشاكل وتحديد طرق وتواريخ حلها، وبالتالي فإن القرارات النضالية المتخذة من طرف المهنيين يوم الخميس 12 فبراير 2015 مازالت قائمة. وشدد القصابة، في بلاغ توصلت "المساء" بنسخة منه، على الإبقاء على قرار تنظيم مسيرة استعطافية صوب القصر الملكي بمدينة الدارالبيضاء من أجل فتح تحقيق حول ما يصفونه بالفساد المستشري بالقطاع والجهات الداعمة والحامية لهذا الفساد وتسليم مراسلة مرفوعة إلى الملك في الموضوع مذيلة بوثائق وحجج سيتم تسليمها إلى باشا المشور السعيد، وذلك مباشرة بعد حلول الملك بمدينة الدارالبيضاء، بالإضافة إلى تنظيم وقفات احتجاجية أمام مراكز الذبيحة السرية وبعض "الأباطرة" من مروجيها. وكان مكتب الاتحاد الجهوي للقصابة التابع للاتحاد العام للمقاولات والمهن عقد نهاية الأسبوع الماضي اجتماعا ترأسه الكاتب العام للاتحاد العام للمقاولات والمهن، محمد ذهبي، خصص لمناقشة التدابير الواجب اتخاذها من أجل تنفيذ القرارات المتخذة من طرف المهنيين خلال التجمع المنعقد يوم الخميس 12 فبراير 2015 بعدما رفضت السلطات المحلية السماح للمهنيين بتنظيم مسيرة استعطافية صوب القصر الملكي بمدينة الدارالبيضاء. ودخل مجموعة من القصابة في الدارالبيضاء، منذ أسابيع، في سلسلة من الوقفات الاحتجاجية أمام مقر المجازر البلدية في المدينة، مطالبين بالتعجيل بحل المشاكل التي يتخبطون فيها وعلى رأسها الذبيحة السرية، مؤكدين أنه من غير المعقول استمرار هذه الذبيحة في العاصمة الاقتصادية، لأنها تشكل خطرا داهما على صحة المواطنين، كما أنها تضر بالعديد من المهنيين. وكان بعض مهنيي اللحوم الحمراء في الدارالبيضاء وجهوا في وقت سابق انتقادات شديدة اللهجة إلى العمدة، محمد ساجد، بسبب تنامي ظاهرة الذبيحة السرية في المدينة، مؤكدين أن هذه الظاهرة تؤثر بشكل سلبي على الكثير من القصابة، على اعتبار أنه لا يعقل أن يتغاضى العمدة محمد ساجد عن أداء مهمته كرئيس للشرطة الإدارية في محاربة ظاهرة الذبيحة السرية، التي تنخر جسد هذا القطاع، ويصر القصابة على تنظيم وقفة كل يوم خميس من أجل لفت أنظار السلطات العمومية إلى المشاكل الكثيرة التي يعرفها هذا القطاع. وقال مصدر ل"المساء" في تصريح سابق لا بد من إعادة تأهيل المجازر البلدية، على اعتبار أن شهر مارس المقبل هو آخر فترة لتأهيل المجازر البلدية، وفي حال عدم تأهيل مجزرة العاصمة الاقتصادية في هذا الوقت لن يكون بمقدورها منح الشواهد الصحية، الأمر الذي سينعكس سلبا على القصابة، وقال: "لم يعد هناك أي وقت لإضاعته بخصوص مسألة تأهيل المجازر البلدية، لأنه أصبح أمرا مهما جدا، وهو مرهون بمنح شواهد صحية، حيث إن المجازر غير المؤهلة لن يكون بإمكانها منح هذه الشواهد".