كانت خمسون دقيقة كافية لإسدال الستار على الجلسة الثانية لدورة الحساب الإداري لمجلس جهة الغرب الشراردة بني احسن، التي احتضن أشغالها، صباح أول أمس، مقر الجهة، بحضور زينب العدوي، والي الجهة، وعاملي كل من إقليمي سيدي قاسم وسيدي سليمان. ورغم أن عدد النقط المدرجة في جدول أعمال هذه الجلسة وصل إلى 13 نقطة، فإن المنتخبين الكبار بمجلس الجهة، الذين بدوا متفقين على جوهر لعبة التصويت، ارتأوا المرور عليها مرور الكرام، وصادقوا عليها في زمن قياسي، بعدما فضل جلهم التزام الصمت إزاء الأرقام التي جاء بها مشروع الحساب الإداري للسنة المالية 2014، ولم ينبس أغلب الأعضاء الحاضرين بكلمة طوال فترة انعقاد أشغال الجلسة. المكي الزيزي، رئيس مجلس الجهة، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، وحرصا منه على عدم الخروج على النهج السالف، ظل في معظم تدخلاته يلتمس المرور مباشرة إلى التصويت على النقطة الموالية بعد سرد محتوياتها، بذريعة أن الموضوع تمت مناقشته داخل المكتب واللجنة المختصة، وأن التطرق إليها من جديد هو تحصيل حاصل. ولم يكسر هذه القاعدة، سوى عزيز الكرماط، النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية بالقنيطرة، الذي انتقد بشدة عدم صرف أغلب الاعتمادات المرصودة في إطار ميزانية التسيير المحددة في 74 مليون درهم، وأوضح أن إنفاق 29 مليون درهم منها، يشير، في نظره، إلى وجود خلل في برمجة تلك الاعتمادات، وإلى افتقاد المجلس الجهوي لأي تصور واضح المعالم في وضع الأرقام الخاصة بمشروع ميزانية السنة الماضية. وقال الكرماط، الذي لم يحضر من زملائه في الحزب سوى البرلماني عبد القادر لياحي، إن الإبقاء على تلك الاعتمادات دون صرفها فيما خصصت له، هو سلوك عمدي، الغرض منه، تحقيق فائض وهمي من خلال عدم صرف مجموعة من البنود، مضيفا، بأن الانتقادات نفسها، تشمل ميزانية التجهيز، التي لم يصرف منها إلا 34 في المائة من مجموع الاعتمادات المرصودة في هذا الإطار. فباستثناء نقطة الدراسة والتصويت على مشروع الحساب الإداري التي حظيت بهذا التدخل، الذي لم تتجاوز مدته 3 دقائق، فإن باقي النقط مرت بدون مناقشة وصودق عليها بالإجماع من طرف ما يقارب 30 عضوا حضروا الجلسة الثانية من أشغال الدورة العادية لشهر يناير من أصل 63 عضوا بمجلس الجهة. وتقديرا منه لحسن صنيعهم، أثنى الرئيس الزيزي، في كلمته الختامية على المصوتين، وشكرهم على الثقة التي وضعوها في المكتب المسير وفي السيدة الوالي، مذكرا إياهم بوجبة الغذاء الدسمة، المقررة، زوال اليوم نفسه، ببهو مقر الجهة، والتي بدا جل الأعضاء، حريصين أشد الحرص على تناولها، ومتحمسين لها بشكل كبير، رغم أنها استهلكت من وقتهم ساعتين ونصف الساعة، عكس دورة تدبير المال العام ودراسة الشراكات ومخططات التنمية التي خصصوا لها حيزا زمنيا لم يتجاوز الساعة.