بعد مرور أربعة أيام على تنديد أطباء القطاع العام بتردي قطاع الصحة بإقليم تطوان، وما وصفوه بالمنحدر الخطير الذي آلت إليه الخدمات الصحية في الإقليم، أصدر المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية بتطوان بيانا مماثلا يطالب فيه من المندوب الإقليمي ومدير المستشفى الجهوي بتطوان بضرورة وفاء الإدارة بالتزاماتها السابقة التي تم الاتفاق حولها وكانت موضوع الحوارات الرسمية السابقة، منها على الخصوص نقص الموارد البشرية، والتعويض عن الحراسة والإلزامية لكافة أطر الصحة، ومشكل غياب الأمن في المؤسسات الصحية الحضرية والقروية، ومشاكل التغذية. وحمل المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية الإدارة المسؤولية عن التدهور الحاصل نتيجة سوء التسيير الذي تعرفه المؤسسات الصحية مما سبب الكثير من المشاكل وعرض كرامة أطر الصحة للمساءلة مما انعكس عليها سلبا وكذا على تقديم الخدمات الصحية. وشددت الأطر الطبية، في البيان ذاته، الذي تتوفر الجريدة على نسخة منه، على أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا التدهور الخطير والمستمر، كما عبروا عن رفضهم إعطاء الأولية في الإصلاح وإعادة التأهيل للمصالح الإدارية على حساب المصالح الاستشفائية والعلاجية، التي تظل الأهم والأكثر احتياجا للإصلاح وإعادة التأهيل مثل قسم المستعجلات والمركب الجراحي. ودعا المكتب النقابي ذاته إلى وضع حد للمشاكل المتراكمة، بدءا بالمنظومة الصحية غير المواكبة، وتقادم البنية التحتية الصحية، وسوء توزيع العرض الصحي، وضعفه في بعض المناطق، والاختلالات التي يعرفها توفير بعض المستلزمات الطبية والتمريضية الضرورية، مثلما رفض تحميل الأطر الصحية أكثر مما يمكن أن تستوعبه في ظل النقص الخطير في الموارد البشرية وغياب ظروف العمل المواتية والاكتظاظ الناتج عن عدم تأهيل المرفق الصحي لاستقبال كل هذا العدد من المرضى. ونبهت الأطر الطبية بتطوان إلى ما وصفتها ب"المشاكل والقلاقل التي تكابدها الأطر الصحية في كل المراكز الصحية الحضرية والقروية، ودور الولادة، ومستشفى الأمراض العقلية، ومركز طب الإدمان، ومستشفى الأمراض الصدرية وكذا المستشفى الجهوي بتطوان"، مع ضرورة التوصل إلى حل للحد من حالة التدهور التي يعرفها قطاع الصحة، والرفع من جودة الخدمات الصحية المقدمة، كما دعت في الوقت نفسه إلى احترام الضوابط والمراجع العلمية والعملية في ما يخص ظروف تقديم الخدمات الطبية والتمريضية، والعمل على الحد من استهداف كرامة الموظف وجعلها خطا أحمر لا يمكن تجاوزه. وتعرف المنظومة الصحية بتطوان، مؤخرا، حالة من الاحتقان سواء وسط الأطر الطبية أو المرضى، بسبب تردي الأوضاع وعجز الإدارة عن توفير الحلول لجل النقاط المطروحة للنقاش، وخصوصا المتعلقة بتوفير الأمن، وإصلاح المراكز الصحية المتهالكة، وتوفير الدواء الخاص بالأمراض المزمنة، الذي يعرف نقصا حادا، حيث يوضع الأطباء، على حد قولهم، في مواجهة مباشرة مع المرضى، كما عبر عن استياء الأطباء مما آل إليه الحوار، محملا المسؤولية للإدارة وللمندوب الإقليمي للصحة، في عدم حل المشاكل العالقة منذ سنوات، وحالة الاحتقان التي يعيشها أطباء الإقليم.