تتجه مجموعة الاتصالات الفرنسية «أورانج» نحو السيطرة على الفاعل الثاني في قطاع الاتصالات بالمغرب «ميديتل»، حيث تؤكد المعطيات المسربة من المجموعة الفرنسية أن صندوق الإيداع والتدبير و»فينانس كوم» المملوكة للميلياردير عثمان بنجلون يستعدان لتفويت 4.5 في المائة من حصصهما في «ميديتل» إلى «أورانج». وعينت المجموعة الفرنسية يوم 19 يناير المنصرم خبيرا من أجل تقدير القيمة المالية الحالية ل»ميديتل»، وبالتالي تقدير قيمة الصفقة، التي ستتيح، حسب ما كشفت عنه مصادر من المجموعة الفرنسية، تغيير اسم «ميديتل» إلى «أورانج». وقالت المصادر ذاتها إن هذه العملية، التي يرتقب أن تتم في الأيام القليلة المقبلة، ستمكن من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سنة 2010، لترتفع بذلك حصة «أورانج» في «ميديتل» إلى 49 في المائة، وهو الأمر الذي سيمكنها قانونيا من التحكم في الشركة، وتنفيذ استراتيجيتها الجديدة بشكل تنافسي أكثر. وأكدت مصادر «المساء» أن عثمان بنجلون، مالك «فينانس كوم»، رفض سابقا التأشير على صفقة تفويت جزء من أسهمه إلى شركة «أورانج» ، مؤكدا أن العرض المالي المقدم من المجموعة الفرنسية لا يرقى إلى القيمة الحقيقية لشركة «ميديتل. وكانت «أورانج» قد اقتنت 40 في المائة من حصص شركة «ميديتل» للاتصالات مقابل 640 مليون يورو، في إطار خطتها للاستفادة من نمو الأسواق الناشئة. وقال ستيفان ريشار، الرئيس التنفيذي «لفرانس تليكوم» المالكة ل»أورانج»، عند إتمام الصفقة، إنه يعتزم زيادة حصة الشركة في «ميديتل» إلى 49 في المائة خلال السنوات الخمس المقبلة. وبدأت «فرانس تليكوم» ثالث أكبر شركة للاتصالات في أوروبا البحث عن فرص في الأسواق الناشئة كوسيلة لتعويض تراجع الطلب واحتدام المنافسة في أوروبا وتهدف الشركة الفرنسية لمضاعفة إيراداتها إلى المثلين من الأسواق الناشئة في 2015، وذلك على الأرجح عبر عمليات استحواذ تتراوح قيمتها بين 5 و7 مليارات يورو. وكانت «ميديتل» قد خصصت غلافا استثماريا يناهز 4 مليارات درهم، خلال الفترة الممتدة بين 2013 و2015، من أجل إعادة تحديث بنياتها التحتية لضمان جودة عالية من الخدمات تتماشى مع المعايير المعمول بها دوليا، خاصة على مستوى شبكة الهاتف المحمول. واستثمرت «ميديتل منذ إنشائها ما لا يقل عن 25 مليار درهم لتأمين الجودة والامتياز لخدماتها. وأكد مسؤولو الشركة أنه مع الانتهاء من الاستثمارات التي تباشرها الشركة حاليا، وذلك في أفق 2015، سيصبح بإمكان مستعملي الفاعل الثاني في قطاع الاتصالات بالمغرب، الاستفادة من جودة أحسن في الاستماع عبر مختلف التراب الوطني، إذ ستصبح مدة الاتصال أسرع مع قدرة جيدة خلال فترات الذروة كأيام الأعياد. كما ستصبح الشبكة جاهزة لتلقي خدمات الصوت بوضوح عال، إضافة إلى توسيع التغطية بها، مع تعميم الولوج للجيل الثالث 3G بمجموع التراب الوطني.