قالت مصادر صحفية خليجية أن مؤسسة الإمارات للاتصالات المعروفة باسم "اتصالات" تمكنت من الاستحواذ على 45 في المائة من أسهم "ميديتل" التي تملكها مجموعة "فينانس كوم " لرجل الأعمال عثمان بنجلون وصندوق الإيداع والتدبير. وذكرت ذات المصادر أنه سيتم إعلان الصفقة رسميا في السادس عشر من مارس الجاري في الدارالبيضاء، إذ سيقوم بتوقيع الاتفاقية بين الطرفين كل من عثمان بنجلون، ومحمد عمران رئيس مجلس إدارة "اتصالات" الإمارات . وذكرت جريدة "إيلاف" الإلكترونية أن "اتصالات" الإماراتية دخلت في منافسة شرسة مع عدد من شركات الاتصالات الأجنبية وكبرى الشركات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي كانت مهتمة بشراء حصة في شركة "ميديتل "، مثل شركة اتصالات قطر "كيوتل" ومجموعة "سعودي أوجيه" للاتصالات السعودية. واعتبرت "إيلاف" أن الصفقة تعد نجاحا كبيرا لاتصالات الإمارات، حيث ستتمكن من وضع قدمها في سوق الهاتف النقال المغربي بقوة، والذي يعد السوق رقم 19 لاتصالات الإمارات حول العالم. وتعد شركة "ميديتل" أو" ميدي تليكوم" ثاني أكبر شركة اتصالات في المغرب، وتم تأسيسها عام 1999 من قبل شركة "تليفونيكا"، إذ تم إقرار أول شركة اتصالات غير رسمية في المغرب. وتقدم الشركة، التي يقع مقرها الرئيس في الدارالبيضاء، خدمات الهاتف النقال والثابت وخدمات الإنترنت . وكانت أسهم الشركة منذ تأسيسها موزعة بين شركات عدة، كان للأوروبية منها نصيب الأسد، حيث كانت تتقاسم شركتا برتغال تلكوم وتلفونيكا موبيلس 64.36 في المائة من رأس مالها، وفينانس كوم ب 19 في المائة، وهولكو ب 17.59 في المائة. وتشير الإحصائيات المغربية الرسمية إلى أن سوق الهاتف النقال يستحوذ على ما يقارب من 30 مليون نسمة من جملة السكان، وأن شركة "ميديتيل" تستحوذ على 8.3 ملايين مشترك في الهاتف النقال، حيث تصل حصتها إلى 35.57 في المائة، كما تحتل المرتبة الثالثة في مجال الإنترنت بحصة 7.5 في المائة من السوق. ولا تتعدى حصتها في سوق الهاتف الثابت 0.24 في المائة. ولكن تغير الوضع بخروج الشريك الأجنبي من "ميديتل" بعدما باعت كل من شركتي الاتصالات الأسبانية "تليفونيكا" والبرتغالية "بورتغال تليكوم" حصة كل منهما في الشركة المقدرة ب 32.18 في المائة في شتنبر من العام الماضي. ومن ثم أصبحت ميديتيل للاتصالات شركة مغربية بالكامل، بعد شراء شركتي "فينانس كوم" الخاصة و"مجموعة صندوق الإيداع والتدبير" أكبر صندوق حكومي الحصتين مقابل 800 مليون يورو، أي ما يعادل (1.15 مليار دولار). وقامت الشركتان بتقاسم تلك الأسهم الأجنبية البالغة 64.36 في المائة. وقال عثمان بنجلون رئيس شركة ميديتل بعد تحول الشركة إلى مغربية بنسبة 100 في المائة "نخطط لمنح الشركة بعدا إضافيا من خلال شراكات وأنشطة خارج الحدود المغربية، خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء". وأثارت عملية البيع تساؤلات عديدة داخل سوق الاتصالات المغربي حول إمكانية نجاح ميديتل في مواجهة المنافسة الشرسة من قبل شركتي "اتصالات المغرب"، التي تمتلك شركة فيفندي الفرنسية غالبية أسهمها و"إينوي" (وانا سابقا)، التي تعد ذراع الاتصالات في مجموعة "أونا" أكبر مجموعة خاصة في الدولة، وذلك في ظل غياب دعم مشغل أجنبي لميديتل. على الجانب الآخر، فان شركة اتصالات الإماراتية ستصبح بعد دخولها إلى السوق المغربي منافسا قويا لشركة الاتصالات المتنقلة زين الكويتية التي تمتلك31 في المائة في "إينوي". وكانت شركة "اتصالات" الإماراتية، التي تعد ثالث أكبر شركة اتصالات في العالم العربي من حيث القيمة السوقية، والتي تأسست في 30 غشت 1976، قد خسرت عرضا لشراء حصة في ميديتل في شتنبر الماضي، بعد خروج برتغال تليكوم وتليفونيكا منها.