بدا هشام موسون، المعروف باسم «عوينة» في السلسلة الفكاهية «للافاطمة»، (بدا) تائها في شوارع جليز بمراكش، وكأنه يجسد دور «علي زاوا» من جديد، لكن هذه المرة بلباس أكثر نظافة وألفاظ وعبارات راقية بعيدة عن لغة الشارع. لم يعرف موسون إلى أي جهة سيلجأ من أجل طلب المساعدة، وليس «الصدقة»، كي يعود إلى الدارالبيضاء، بعد أن أقفل اثنان من المنظمين هواتفهم في وجهه، وأصبحت ملابسه وأوراقه الشخصية رهينة لدى إدارة أحد الفنادق بالمدينة الحمراء. اتصل «محمدع» وهو أحد المنظمين، ب«عوينة» من أجل تنشيط حفل تكريم لفنانين أبرزهم عبد الجبار الوزير ومحمد مضياف وأمال التمار، في الوقت الذي تعهد بتوفير الإقامة والأكل وكل المتطلبات بما فيها وسيلة النقل من مراكش إلى الدار البيضاء. ويوم السبت الماضي، حل «عوينة» بمراكش، حيث التقى بالمنظمين الذين شرحوا له العمل الذي سيقوم به خلال المناسبة التي احتضنتها دار الثقافة بمنطقة الداوديات بمراكش. «كنت متحمسا بشكل كبير للمناسبة، وقد أعطيت كل ما في جعبتي من موهبة فنية للجمهور الحاضر»، يقول موسون في لقاء مع «المساء». مرت المناسبة في أحسن الظروف، بعد الفقرات الفنية التي قدمتها فرق فنية شبابية، لم يمر ما بعد الحفل في أحسن الظروف. بعد أن هم «عوينة» بالخروج من الفندق الذي نزل به، قابله القيمون عليه بطلب تسديد مصاريف الإقامة، الأمر الذي أثار استغراب الممثل الشاب. قام «عوينة» بمحاولات متكررة للاتصال بالمعنيين بالأمر، لكن هاتفهم كان لا يجيب، آنذاك علم «علي زاوا» أنه وقع في مصيبة كبيرة لن تنفع معها لا فكاهيات «للافاطمة»، ولا نزق «علي زاوا»... كان على «عوينة» أن يتدبر الأمر ويجد طريقة ناجعة وسريعة للخروج من الورطة التي سقط فيها، فما كان منه إلا أن طلب من المسؤولين عن إدارة الفندق أن يمنحوه فرصة لتدبر مبلغ 400 درهم من خارج الفندق، مع ترك ملابسه وبطاقته الوطنية، وهو ما قبله المسؤولون. حاول موسون الاتصال ببعض زملائه، لكنه لم يتمكن من توفير المبلغ. «أنا باغي غير فلوس النقل، لا أريد شيئا آخر»، يقول «عوينة الذي لم يجد من سبيل آخر سوى التوجه إلى مقر القصر البلدي للقاء العمدة من أجل أن تجد له حلا للورطة التي وقع فيها، لكن اختياره هذا كان مشوبا بالتخوف من عدم السماح له بلقاء فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة المدينة الحمراء.