ينتظر أن يوجه الرئيس الجديد لمجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله، أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة، «رسائل سياسية» في كلمة له اليوم أمام الغرفة الثانية للبرلمان، قبل انطلاق انتخاب هياكل المجلس وتسمية رؤساء الفرق، بعد فوزه في انتخابات المجلس يوم الجمعة الماضي، أمام منافسه المعطي بنقدور، المرشح عن التجمع الوطني للأحرار. ويتوقع بشكل خاص أن «يطمئن» بيد الله حكومة عباس الفاسي بخصوص السيناريوهات التي طرحها البعض، عشية فوز حزب من المعارضة برئاسة الغرفة الثانية، والمتعلقة بوجه خاص بوضع العصا في عجلة الحكومة للحيلولة دون تمرير مشروع قانون المالية الجديد الذي صادق عليه مجلس الحكومة في الأسبوع الماضي، ويرتقب طرحه أمام إحدى الغرفتين قريبا للتصويت عليه. وعشية انطلاق أول جلسة للمجلس، بعد انتخاب رئيس جديد له، أصدر المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، إثر اجتماع عقده أول أمس، بلاغا أكد فيه أن رئاسة مجلس المستشارين «لا تمثل حزبا بعينه ولا موقعا ما، سواء أكان في المعارضة أم في الأغلبية، بل تمثل جميع القوى السياسية والحساسيات الاجتماعية والاقتصادية المتواجدة بالمجلس»، وذلك في إشارة إلى ردود الفعل التي برزت عقب انتخاب بيد الله بفضل تفكك الأغلبية الحكومية التي صوت جزء منها على مرشح حزب الجرار، وعدم الامتثال لموقف الحكومة بالتصويت على مرشح الأغلبية، المعطي بنقدور، الذي احتج على عدم دعمه من قبل الفريق الحكومي وطالب حزبه بالخروج منه. ونفى حزب الأصالة والمعاصرة نيته في «زعزعة التوازنات السياسية القائمة والمزايدة المبنية على العنف اللفظي أو توظيف المشترك المشكل للإجماع، لغايات سياسوية ضيقة، أو استغلال أحداث عارضة للحديث عن أزمة سياسية أو مؤسساتية». وذكر بلاغ المكتب الوطني للحزب بتصويته الإيجابي على البرنامج الحكومي أثناء التنصيب البرلماني «بالنظر إلى جدية مضامينه والآمال التي فتحها وترجمته في سياسات عمومية قطاعية أولويات المشروع الديمقراطي الحداثي»، مع التأكيد على أن الحزب سيتابع، من موقعه البرلماني الجديد، «مدى وفاء الحكومة بالتزاماتها عبر الأدوات الدستورية والقانونية المتاحة لصوت المعارضة، واقتراح ما يراه ضروريا لتعزيز اختيارات بلادنا في مجال الديمقراطية والتحديث والتنمية المستدامة، ومعالجة الاختلالات التي قد تحول دون مواصلة أوراش الإصلاح وفقا للصلاحيات الموكولة إلى المؤسسة التشريعية والأحزاب السياسية». وجدد الحزب تأكيده على«ثبات موقفه تجاه الحكومة ورغبته في الاستمرار في العمل من موقعه السياسي الحالي، إيمانا منه بكون العمل الحزبي لا يختزل ولا يضع المشاركة في الحكومة بالضرورة كغاية له، بل إن وظيفته الأساسية تنصرف إلى تأطير المواطنين وتمثيلهم ولعب دور الوساطة في نقل مطالبهم والتعبير عنها، والاشتغال وفق سياسة للقرب تروم إرجاع الثقة إلى المواطنين في البناء السياسي والمؤسساتي، استشرافا لمشاركة أوسع في مسار تدعيم الديمقراطية ببلادنا». وفي تصريحات ل«المساء»، قال محمد الشيخ بيد الله إن هدف الحزب هو«تلميع صورة مجلس المستشارين» وليس لعب دور المعارضة من أجل المعارضة، وقال: «نحن معارضة وطنية متضامنة ومسؤولة ولسنا معارضة سياسوية ولا نريد زعزعة التوازنات السياسية القائمة».