علمت «المساء» بأن وزارتي الصحة الكاتالانية بإسبانيا والمصرية اتفقتا على إعداد بروتوكول تعاون للتعاقد مع 150 إلى 200 طبيب مصري بصورة سنوية في التخصصات المطلوبة بالمستشفيات والمراكز الصحية في إقليم كاتالونيا لتغطية العجز الشديد في الكوادر الطبية المتخصصة في الإقليم الإسباني. وقال ممدوح مصطفى، رئيس قطاع التمثيل التجاري التابع لوزارة التجارة والصناعة، إن ذلك «يأتي في إطار جهود تحرير التجارة في الخدمات مع دول الاتحاد الأوربي»، حيث قام المكتب التجاري المصري في برشلونة بالإعداد لزيارة وفد من وزارة الصحة الكاتالانية بإسبانيا لمصر خلال الفترة الممتدة ما بين 6 و9 أكتوبر الجاري، قام خلالها ببحث إمكانية التعاقد مع أطباء مصريين. وقال رئيس التمثيل التجاري إنه تم الاتفاق مع الجانب الإسباني على قيام مكتب الترويج التجاري الكاتالاني بالقاهرة Copca بتنفيذ الاتفاق فور توقيع البروتوكول من خلال اختيار الكوادر المؤهلة التي ستتقدم للعمل في كاتالونيا وتخصيص دورات تكوينية في اللغة الإسبانية للأطباء المصريين في بلدهم قبل سفرهم إلى إسبانيا. ويقوم المكتب التجاري المصري في برشلونة بالإعداد لتنظيم دورات مكثفة في اللغة الإسبانية في إسبانيا للأطباء المصريين الذين سيتم ترشيحهم للسفر. وأشار المصدر إلى أن الإقليم الإسباني يقوم بتغطية احتياجاته من الأطباء حاليا من بعض دول الاتحاد الأوربي وأمريكا اللاتينية. وتعد مصر هي الدولة الوحيدة التي يتم التباحث معها لاستقدام الأطباء من خارج القارة الأوربية أو الدول اللاتينية. وتفضل إسبانيا التعاقد مع أطباء مصريين عوض المغاربة، رغم أن الأخيرين يتحدثون الإسبانية بطلاقة خصوصا وأن المنحدرين من الأقاليم الشمالية حصلوا على شهاداتهم من الجامعات الأندلسية والإسبانية، لأسباب لم يستطع الأطباء المغاربة فهمها. وكانت مدينة سبتة قد تعاقدت مع بعض الأطباء المغاربة من مدينة تطوان، حيث فضل اثنان منهم العمل في المستشفيات الإسبانية بسبتة نظرا إلى الدخل الشهري المرتفع هناك والذي يتجاوز 6 ملايين سنتيم. مصادر طبية أخرى ذكرت للجريدة أن العلاقات المغربية مع الإقليم الكاتالاني (عاصمته برشلونة) تاريخية ومميزة، حيث هنالك أكثر من 300 شركة كاتالانية مستثمرة في المغرب، وهو ما يمثل 40 في المائة من مجموع الشركات الإسبانية المستثمرة بالبلاد، كما يوجد في الإقليم الكاتالاني زهاء 170 ألف مغربي، غير أن كل ذلك لم يشفع للمغرب في أن تتعاقد حكومة كاتالووذنيا مع أطبائه، وهو ما يتأسف عليه عدد من الأطباء المغاربة والأطباء الداخليين منهم.