«زاكورة الله كريم، لا صحة لا تعليم»، «لا دوا لا سبيطار صحة الناس في خطر»، «هذا عيب، هذا عار تقتلونا في الصبيطار»، هي جملة من الشعارات التي اختارت 42 هيئة جمعوية ونقابية وحقوقية بإقليم زاكورة رفعها، خلال مسيرة شعبية تعتزم تنظيمها يوم الأحد القادم، دفاعا عن حق ساكنة الإقليم في الصحة، واحتجاجا على ما أسمته بالواقع الصحي المتردي، وعلى عدم تحقق ما وعدت به وزيرة الصحة ياسمينة بادو، خلال زيارتها الأخيرة للإقليم. وتأتي المسيرة الشعبية في سياق ارتفاع تصاعد احتجاجات ساكنة الإقليم بعد «استفحال» الوضع الصحي بالإقليم و«تلكؤ» مسؤولي القطاع في معالجة حقيقية ومنصفة للوضع، وبعد سلسلة من الوقفات التنديدية أمام المستشفى الإقليمي الدراق، كان آخرها الوقفة التي نظمتها نقابة نوبير الأموي، يوم الأحد الماضي، فضلا عن توقيع عرائض احتجاجية حول الوضع الصحي بالإقليم وصل عدد موقعيها إلى 1473 توقيعا. وقال رشيد بوتدغارت، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بزاكورة، ل«المساء»: «المسيرة الشعبية هي محطة أولى في نضالنا سيتبعها تنظيم قافلة في اتجاه الرباط، ووقفة احتجاجية أمام وزارة الصحة، وأشكال نضالية أخرى سنعلن عنها في حينها، وهي كذلك رسالة احتجاج موجهة إلى وزيرة الصحة والحكومة المغربية بسبب التهميش والخصاص المهول في الموارد البشرية والتخصصات والتجهيزات الطبية».وتابع: «انتظرنا منذ سنوات أن تتحقق مطالب ساكنة الإقليم بسد الخصاص المهول في الأطباء والممرضين، وتوفير التخصصات الضرورية والتجهيزات الطبية وفتح المستوصفات المغلقة، لكن لا حياة لمن تنادي. كما انتظرنا منذ ثمانية أشهر أن تتحقق وعود المسؤولة الأولى عن قطاع الصحة بتخصيص نحو 42 مليون درهم للقطاع بالإقليم، والاستفادة من التعيينات الجديدة في ما يخص اختصاصيي الجراحة والتوليد والتخدير والإنعاش، لكن إلى حد الآن لم يتحقق أي من تلك الوعود». وأوضح الناشط الحقوقي أن شبح الموت بات يتهدد الساكنة، بسبب النقص الكبير في التجهيزات والتخصصات، وأن العديد من المواطنين ذهبوا ضحية هذا الوضع الصحي، خاصة في صفوف النساء الحوامل. وأضاف: «ما أفاض الكأس هو ارتفاع حالات الوفيات في الآونة الأخيرة، خاصة في صفوف النساء الحوامل، حيث عاشت الكثير من الأسر المأساة بسبب عدم وجود مستشفى في الإقليم يعالج الحالات الطارئة كالنزيف، مما يضطر الحوامل إلى قطع ما يربو عن 160 كيلومترا من الطرق والمسالك الوعرة، والاستعانة بسيارات الأجرة، في ظل النقص المسجل في سيارات الإسعاف، للانتقال إلى ورزازات، لكن في الكثير من الحالات لا يصلن إلا بعد فوات الأوان». وبلغة الأرقام، ثمة 25 طبيبا بالنسبة ل300 ألف نسمة هم ساكنة الإقليم، وطبيب واحد في تخصصات طب العيون والأطفال وأمراض الرأس والأذن والحنجرة، والقلب والشرايين، وجراحة العظام. فيما تحتاج الساكنة، حسب الهيئات التي تترافع من أجل تحسين الخدمات الصحية بالإقليم، إلى 22 طبيبا من أطباء الطب العام، و3 أطباء توليد و28 مولدة في العالم القروي، و3 أطباء إنعاش وتخدير، وطبيبين متخصصين في الجراحة العامة.