عجز فريق الجيش الملكي عن تجاوز عقبة فريق أهلي بنغازي الليبي، ضمن ذهاب نصف نهاية بطولة شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس، وذلك بعد تعادله معه سلبا في المباراة التي جمعت بينهما بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وسط حضور جماهيري هو الأضعف من نوعه خلال السنوات القليلة الماضية، إذ لم يتجاوز العدد 500 مشجع. وظهر واضحا من خلال المباراة أن فريق الجيش الملكي يعاني من عقم هجومي كبير، جسده عجزه عن تسجيل أولى أهدافه بعد مضي 450 دقيقة حتى الآن، علما أن الفريق سجل خلال الجولة الثانية فقط من عمر الدوري أربعة أهداف، وهو ما يجد تفسيرا له في التخلي عن خدمات كل من المهاجمين مصطفى العلاوي ويوسف القديوي، دون إيجاد البدائل المناسبة لهما. وسيطر الهدوء على مختلف أطوار المباراة، رغم أن الفريق الليبي لم يقدم أداء مقنعا واكتفى فقط بالدفاع الكلي عن مرماه، بالاعتماد على الحراسة المشددة على كل اللاعبين داخل نصف ملعبه، مع السعي بين الفينة والأخرى لتهديد مرمى الحارس خالد العسكري، الذي ظل في شبه راحة طيلة مجريات الشوط الأول. لكن بالمقابل انتظر جمهور الجيش الملكي حتى الدقيقة 35 لمتابعة أول تهديد حقيقي لمرمى الحارس أحمد العمري بواسطة جواد محمد. وأخرج المدرب والتر ماوس مع بداية الجولة الثانية، المهدي عزيم وعوضه بالمدافع عبد الرحمان اللعبي، وأصبح الفريق يلعب بخطة 3/5/2 وهي خطة يفضلها كثيرا لاعبو الفريق. وانطلاقا من هذه المتغيرات فقد تحسن الأداء بشكل ملحوظ وظهرت سيطرة الجيش، التي زكاها خلقه لبعض الفرص السانحة للتسجيل أهمها قذيفة عصام الراقي من خارج منطقة الجزاء، لكن الحارس حولها بصعوبة بالغة إلى ضربة ركنية. وأمام العجز عن تحويل الفرص التي سنحت للفريق إلى أهداف، وفي ظل الثورة الجماهيرية الكبيرة عن الطرق المتبعة في تدبير أمور الفريق، وفي ظل ثقة الفريق الليبي بقدرته على تحقيق نتيجة أكبر من التعادل السلبي كاد اللاعب علي سلامة في آخر لحظات المباراة أن يسجل هدف الانتصار بعد تنفيذ سيئ لمصيدة التسلل، لكن نباهة المدافع بندريس مكنته من إبعاد الخطر عن مرماه. وعقب نهاية المباراة أكد المدرب والتر ماوس أن فريقه يعاني من وضعية صعبة على المستوى النفسي تقف دون استعادته لتوازنه في أقرب وقت ممكن. من جهته اعتبر الحارس أحمد العمري أن فريقه نجح في تحقيق الهدف الذي وضعه لنفسه قبل بداية المباراة، مؤكدا أن مباراة الإهاب ورغم ذلك لن تكون سهلة على الإطلاق، على اعتبار أن الجيش المغربي سيخوضها دون ضغوط، في حين أن فريقه سيكون مطالبا بالتسجيل أمام جماهيره.