في أفلام أسطورية، مثل فيلم «وخلق الله المرأة» (1956) الذي هو من إخراج روجيه فاديم أو فيلم «الحقد» (1963) لجان-ليك غودار، لعبت بريجيت باردو دور الفتاة المتحررة، الجسور، الغاوية والطامحة إلى الرقي بجسد المرأة من وضعية بضاعة إلى موقع ذات كاملة الأوصاف. واستغوت بسرعة قلوب آلاف العشاق في أكثر من مكان في العالم. كان لها، بعد اعتزالها للسينما والغناء، أن تحافظ على هالتها كأيقونة خالصة مثل العديد من الأيقونات من شهيرات السينما والفن في العالم اللائي انسحبن باكرا من المشهد الفني ليتحولن إلى ميثولوجيا لا يزال ينهل منها مخيال واستيهام الملايين من المعجبين وعلى مدى أكثر من جيل، مثيلات ماريلين مونرو، جان سيبيرغ، اسمهان،.. إلخ، منهن من انتحرت أو خطفها الموت باكرا، ومنهن من بلغ منها المرض مبلغه إلى أن اختفت تحت أجنحة الليل. كانت بريجيت باردو ستكون إذن من فصيلة هؤلاء الخالدات لولا انزياحها وتعاطيها المشين للسياسة، وبالأخص في حلتها اليمينية المتطرفة، إذ بعد اعتزالها للفن، اكتشفت الحيوانات، الأليف منها والمتوحش، لتجعل منها «قضية نضالية» إلى حد التطرف. وهكذا، أصبحت لكلاب، لمشاش، لحمير،.. إلخ في عينيها كائنات مقدسة أنبل من البشر! وباسم الدفاع عن الحيوانات، أنشأت مؤسسة حملت اسمها: «مؤسسة بريجيت باردو لحماية الحيوانات المتوحشة والأليفة»، أضحت حصان طروادة ضد بعض الدول مثل كندا، بسبب صيد اليختم، أو الدول الإسلامية وبخاصة جاليتها المقيمة في فرنسا، جراء نحرها لذبيحة عيد الأضحى. وفي موضوع النحيرة، أرخت لسانها في أكثر من تصريح على كبريات المانشيتات العالمية لشتم العرب والمسلمين ووصفهم بالتوحش والهمجية! وقد ذكرت في أحد تصريحاتها: «ها هي فرنسا، وطني، أرضي تتعرض من جديد للاحتلال وبمباركة حكوماتنا المتوالية.. لغزو مواطنين أجانب كثر، وبخاصة المسلمين منهم والذين علينا أن نبرهن لهم عن ولائنا. نحن اليوم مجبرون، أمام هذا الاجتياح الإسلامي، أن نخضع لكل تقاليده. نلاحظ سنة تلو أخرى انبثاقا للمساجد في كل الأمكنة، فيما تخرس أجراس كنائسنا...». وبسبب تصريحاتها المعادية للإسلام، حكم عليها ولخمس مرات بغرامات تتراوح بين 5 و15.000 أورو.وفي كل مرة كان السبب إما المزاوجة بين الإسلام والإرهاب أو اعتبار المسلمين وحوشا أو إذكاء الميز العنصري. وفي ال15 من سبتمبر الماضي، أرسلت دمية خروف مرفقة برسالة إلى الرئيس نيكولا ساركوزي تطالبه بالحسم فورا في موضوع عيد الأضحى، وتطبيق الوعد الذي أخذه على نفسه والمتعلق بوضع حد لهذا الطقس في فرنسا. الغريب هو أن حملاتها تستهدف فقط ذبيحة المسلمين فيما تستثني شعائر ذبائح اليهود! في ال28 من شتنبر الماضي، احتفلت بريجيت باردو، ومعها فرنسا، بعيد ميلادها ال75. ولتخليد هذه المناسبة، يقام وإلى غاية31 يناير بمدينة بولون بيانكور معرض استعادي شامل تحت عنوان «سنوات اللامبالاة» تقدم خلاله ولأول مرة، على مساحة ألف متر مربع، مراحل انبثاق أسطورة اسمها ب-ب، BB، بريجيت باردو.. صور، أغراض شخصية، تستعرض حياة النجمة لمدة عقدين، من الخمسينيات إلى السبعينيات، وتسلط الأضواء، عبر إسهامات مصورين فوتوغرافيين ونحاتين ورسامين ومبدعين في مجال الموضة، على حياة حافلة بالعطاء الفني في مجال السينما والموسيقى. كانت حقا مرحلة لامبالاة، خفة روح خلخلت حقبة بأكملها. أما اليوم، فتعيش في مملكتها الآهلة بالحيوانات بلوى حقيقية اسمها السياسة، قادتها إلى الانغماس في الحقد والميز ومعاداة الأجانب. وفي أفق عيد الأضحى، وكذلك بمناسبة عيد ميلادها الخامس والسبعين، قررنا مجموعة من الأصدقاء الذين تكرهوا انحرافها أن نبعث إليها «نعجة محمرة» مرفقة بهذه الكلمة: سنة حلوة يا بيبي!