إذا كانت صورة الرجل العربي " المسلم " ، مشوهة بامتياز ، في السينما الأمريكية كما الأوروبية ، لأسباب دينية واستعمارية ، معروفة لدى الكثيرين ، فإن صورة المغربيات " المشوهة " في السينما المصرية الشبابية الجديدة ، لا مبرر لها على الإطلاق ، والتي لطالما تبجح ممتهنوها ، برغبتهم في أن تكون ، سينما "نظيفة" ، لا تخدش حياء عشاقها بلقطات الجنس والعري والقبلات ، والمنتشرة ، " أكثر من الهم على القلب " في مجمل الأفلام "المقرصنة " كما المعروضة بالقاعات التجارية . والمتتبع ، لما يعرض ، حاليا ، بالقاعات السينمائية التجارية ، من أفلام مصرية ، سيقف حتما عند صورة " المشعوذة " في فيلم " حبيبي نائما " لمخرجه احمد البدري ، و الفتاة " المتحررة" من كل شيء ، في فيلم يسرى نصر الله " إحكي يا شهرزاد " ، والتي جلبت على بطلتها ، العديد من الانتقادات الجارحة ، على المستوى الإعلامي المكتوب منه والإلكتروني ، هذا دون الحديث عن " بائعة الهوى " في فيلم " الباحثات عن الحرية " لمخرجته إيناس الدغيدي ، وغيرها من الأعمال الفنية والدرامية ، التي ساهمت بدور كبير في تنميط صورة المرأة المغربية وإظهارها على غير حقيقتها . وهي " غيض من فيض " ، كما يقولون ، بحيث أن هناك الكثير من الأفلام السينمائية ، التي لم تنصف المرأة " المغربية " و سعت إلى إبراز صورة غير حقيقية عنها ، وعن المغربيات اللواتي ، ناضلن من أجلن الحرية ، الديمقراطية والعدالة ، بمستواهن الفكري ،الدراسي والعلمي ، ولعل ، أبرز مثال ، على ذلك هو ،الحوار الذي أفردته قناة "الجزيرة " القطرية " :مريم شديد العالمة الفلكية المغربية ، التي وضعت أول علم عربي في قطب الجنوب والتي استطاعت بذكائها وطموحها ، لأن تكون صورة حقيقية عن المرأة المغربية المثقفة والناجحة ، لهو خير مثال ، لما وصلت إليه المرأة المغربية الطموحة ، الشيء الذي لا يتساوق ورغبات العديد من مرضى النفوس و الدين لا يرون في "المغربية " إلا كراقصة أو بائعة هوى ، و مستعدة في أحسن حالاتها ، لتنزع ثيابها ، لأول من تصادفه ، في الطريق ، من دول العرب و الخليج . وهي ، كما أسلفت ، الصورة " المغلوطة " الأكثر تداولا وانتشارا ، على الإطلاق ، على مستوى شبكة الانترنيت ، فيما الصورة "الحقيقية" عن المرأة المغربية المناضلة ، المثقفة و الباحثة والتي استطاعت أن تقول كلمتها بقوة العلم والمعرفة ، بالكاد تجد لها مكانا تحت الشمس .
و ما العناوين البارزة التي تتصدر الصفحات الأولى للعديد من أغلفة الصحف والمجلات المطبوعة و كذا المواقع الإلكترونية ، بين الفينة والأخرى ، إلا " قطرة " من بحر الأحكام " الجاهزة " عن المرأة المغربية والتي ارتبطت لدى الكثير من المشارقة ، بصور " غير حقيقية " ومبالغ فيها بشكل كبير ، لكنها ، للأسف ، لقيت رواجا ، بسبب سياسة " النعامة " التي أرتكن إليها العديد ، من رجالات الفن والثقافة والنخبة " الواعية " ببلادنا ، عوض " المواجهة " وتحمل المسؤولية ، للحد من تداعيات أنفلونزا " التشويه " والمسخ التي تطال " المغربيات " أينما رحلن وارتحلن . [email protected]