قرر أحد المواطنين المغاربة رفع دعوى قضائية ضد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بسبب لقب أسود الأطلس الذي اقترن بالمنتخب المغربي، معتبرا لقب «السبوعة» انتحالا لصفة ارتبطت بالشهامة، مصرا على أن الفريق الوطني لا يمت بصلة للأسود. من الراجح أن تحكم المحكمة بعدم الاختصاص، إلا إذا تدخلت جمعية الرفق بالحيوان كطرف مدني في الدعوى الفريدة من نوعها، وانتدبت محاميا قادرا على إثباث انعدام العلاقة السببية بين فريق لكرة القدم وأسود الأطلس. خاب ظننا في «أسود الأطلس» وسقطت فوق رؤوسنا النكبات، وأصبح منتخبنا أشبه بالتلميذ الكسول يراكم الغيابات في أكبر التظاهرات ويتعايش مع الأصفار في مختلف المواجهات، لن نتأهل إلى نهائيات كأس العالم ولن نرحل إلى أنغولا لخوض منافسات كأس إفريقيا، وهو مادفع أحد اللاعبين القدامى ليقول مازحا «لنشارك في كأس آسيا ما دام «لعكس» يطاردنا في التظاهرات الإفريقية، فتغيير «لعتابي راحة». سقط المنتخب المغربي في الاختبار الإفريقي الموحد، وعجز عن مجاراة منتخب غابوني هزمه منتخب الأسود الحقيقيين في عقر داره قبل عشر سنوات بأربعة أهداف لواحد، مع ظروف التخفيف. سقط المنتخب الوطني لأنه يضم ثلاثة فرق داخل فريق واحد، فريق أوربي وفريق خليجي وفريق محلي، هذه الدويلات الصغيرة يحكمها أربعة مدربين، يضيعون وقتا طويلا في التفاوض حول تدمير الحدود الوهمية وإقناع الفرقاء بالجلوس حول مائدة المفاوضات، وجبر الخواطر وتقريب وجهات النظر بين الثقافات المتباعدة. سقط القناع عن المنتخب الوطني، فتابعنا كيف أطلق علينا المهدوفي رصاصة الرحمة وأعفانا من التفاؤل الخادع، يقول بعض المتتبعين إن لاعب أولمبيك خريبكة قد سجل في مرمى نادر لمياغري ورفع يديه فرحا معتقدا أنه يخوض مباراة ضد الوداد، قبل أن يقف على سوء صنيعه ويلطم خديه أسفا. نحمد الله أننا نعيش النكبات بالتقسيط، وإلا لأعلنا إفلاسنا الرياضي وحولنا الملاعب إلى حقول تجارب لمعاهد الزراعة، فبعد ساعات من نزول المنتخب الوطني المغربي بمطار محمد الخامس صباح يوم الأحد الماضي، وما تلاه من مشاعر القلق في صفوف المسافرين وشغيلة المطار، نزلت طائرة قادمة من دمشق وعلى متنها عناصر المنتخب الوطني لألعاب القوى الفائز بلقب الدورة العربية، حينها تخلص المطار من مسحة الحزن وانطلقت زغاريد الفرح بالإنجاز الذي يلغي صفة «الناشطين الرياضيين» من قاموس المنتخب نسبة للمنشطات وليس النشاط. بعد ساعات حطت طائرة ثالثة بالمطار وتحمل في أحشائها المنتخب الوطني للدراجات الفائز بطواف تونس، تعالت الهتافات وكأننا أمام خط وصول كوكبة من الدراجين. في بهو المطار امتزجت مشاعر الفرح بالحزن، وعاش الحاضرون «باناشي» فيه إحباط بالحليب، كوايرية حزينون عداؤون ودراجون سعداء بميداليتهم وأقمصتهم الملونة. من حسن حظ لاعبي المنتخب المغربي لكرة القدم، أن نصفهم لا يفهم اللهجة الدارجة التي استعملها بعض الحاضرين للاحتجاج على أداء الفريق الوطني، والنصف الآخر تعمد وضع سماعات في آذانهم، على الأقل للإنصات لعظامهم.