كشفت دراسة مقارنة أنجزتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مؤخرا، عن تراجع خطير للكرة المغربية على المستويين القاري والعالمي، وأوضحت الدراسة المقارنة، التي توصلت «المساء» بنسخة منها، أن التصنيف الإفريقي للمنتخب الوطني في الصف السادس قاريا مهدد بالتراجع في ظل النتائج الأخيرة للمنتخب، مما يقلص مشاركة الأندية المغربية في الاستحقاقات الإفريقية. وقارنت الدراسة بين حصيلة الكرة المغربية على صعيد المنتخبات والأندية، وحصيلة سبع دول أخرى، وهي مالي وتونس ومصر ونيجيريا والكاميرون وغانا ثم الكوت ديفوار، خلال الخمس سنوات الأخيرة، ليتبين أنه من الصعب جدا على منتخب يحتل الصف ال 12 في التصنيف القاري التنافس على المقاعد الخمسة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم. وتبين من خلال المعطيات الواردة في الدراسة المعززة بالأرقام، أن تراجع الكرة المغربية ليس وليد إخفاقات المنتخب الوطني للكبار، بل يعود إلى التراجع العام في مختلف الاستحقاقات، إذ لامست الدراسة مختلف المنافسات بدءا من كأس العالم إلى كأس عصبة الأبطال الإفريقية والكونفدرالية، مرورا طبعا بمنافسات كأس إفريقيا للكبار وكأسي العالم وإفريقيا لأقل من 20 و17 سنة. وأوضحت الدراسة المعززة بجدول توضيحي، أن الدول التي سبق ذكرها تتفوق علي المغرب في مختلف الواجهات، رغم أن الجامعات المتعاقبة تحاول عبثا حصر المقارنة على المنتخبات الكبرى كالكامرون ومصر ونيجيريا وتونس. ولوحظ تراجع خطير في مستوى الكرة المغربية في العشر سنوات الأخيرة، حيث إن المغرب الذي كان يحتل الصف الخامس بين الدول السبعة المذكورة، قبل عقد من الزمن، تراجع إلى الصف الأخير بناء على حصيلة هزيلة في كل الاستحقاقات، بينما تسير منتخبات أخرى في خط تصاعدي كالكوت ديفوار التي كانت تحتل الصف السادس في التصنيف الإفريقي قبل عشر سنوات لتصل إلى الصف الأول سنة 2009، بينما تراجع المغرب من الصف الخامس إلى الثاني عشر. على مستوى كأس إفريقيا، لازال المغرب يعيش نشوة نهائي دورة تونس 2004، ونشوة بلوغ نهائي كأس العالم للشبان، بينما ظل خارج التنافس في نهائيات كأس العالم للفتيان، وكأسي إفريقيا للشبان والفتيان، إذ غالبا ما تخرج المنتخبات الوطنية صاغرة من أول دور تمهيدي، حتى أضحى المرور إلى الدور الثاني بمثابة إنجاز. ولامس النزيف الأندية المغربية التي عجزت بدورها عن مجاراة الأندية الإفريقية، فلم يتمكن أي فريق مغربي من الظفر بكأس عصبة الأبطال الإفريقية خلال العشر سنوات الإخيرة، مقابل فوز الأندية المصرية أربع مرات والنيجيرية مرتين ثم الغانية والتونسية مرة واحدة، واكتفت أنديتنا ببلوغ نصف النهائي مرتين على امتداد عقد من الزمن، مقابل ثمان مرات لأندية مصر، وسبع مرات للفرق التونسية، ولم يكتب لفرقنا الوصول إلى دور المجموعات، إذا جاز اعتباره مؤشرا للقوة، إلا في ثمان مناسبات في ظرف عشر سنوات مقابل 11 مرة للفرق المصرية، وهو ما يؤكد أن التراجع لا يقتصر فقط على منتخب الكبار، بل يمتد إلى المنتخبات الصغرى والأندية. واستندت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، على هذه الدراسة المقارنة، لإعادة هيكلة الإدارة التقنية للجامعة بشكل يعيد بناء الكرة المغربية على أسس سليمة.