«عبد العزيز المراكشي بمدينة فلورنسا أيام 22 و23 و24 من الشهر الجاري»، هذا الخبر، الذي يتردد بين مغاربة إيطاليا، أذكي الاستعداد لدى عدد من الجمعيات المغربية بجهة توسكانا (وسط إيطاليا) لتنظيم وقفة في غضون أسبوعين بمدينة فلورنسا احتجاجا على استقبال إقليميتها لزعيم جبهة البوليساريو. الخبر كان له وقع على أبناء الجالية المغربية وأثار في نفوسهم حماسة واستعدادا لحضور الوقفة، حتى ولو كانوا في أبعد نقطة من شبه الجزيرة الإيطالية. وقد بدأت جمعيات مغربية في تسجيل أسماء المشاركين في الوقفة بعد علمها بأن السلطات الإيطالية بمدينة فلورنسا حصرت عدد المسموح لهم بالتظاهر في 150 شخصا، في حين أن جمعيات أخرى بشمال إيطاليا كان لها رأي آخر، حيث طالبت بتكثيف المشاركة في الوقفة ضاربة عرض الحائط بالشروط والتدابير الأمنية التي تنوي الشرطة الإيطالية تطبيقها تحسبا لأي أحداث شغب محتملة. وحسب مصادر مغربية بجهة توسكانا، فإن حصر السلطات هناك لعدد المتظاهرين في 150 شخصا مرده إلى أمرين: أولهما وجود مسؤولين يساريين يتعاطفون مع أطروحة البوليساريو ويروجون لها بشكل منتظم؛ وثانيهما عدم قدرة المغاربة هناك وسلطاتهم الدبلوماسية على خلق استراتيجية موحدة ودقيقة لمواجهة عشرة عناصر تابعة لجبهة البوليساريو استطاعت أن تؤثر على مسؤولين وجمعيات ومنظمات حقوقية بإيطاليا، خصوصا بجهات توسكانا وإيمليا رومانيا ولازيو المعروفة بانتشار الشيوعيين فيها؛ فبجهة توسكانا لوحدها وبمدنها الرئيسية، مثل فلورنسا وسيينا وليفورنو، يمكن ملامسة العمل الجاد لعناصر قليلة من جبهة البوليساريو من خلال انتشار عدد من الجمعيات، أسسها شيوعيون إيطاليون للدفاع عن أطروحتهم وقضاياهم في إطار مقاربة إنسانية، الشيء الذي جعل مؤسساتها وإداراتها تتبنى مشاريع ومبادرات تهدف إلى مساعدة ما يطلقون عليه اسم الشعب الصحراوي. «في كل سنة وبعدد من الجهات الإيطالية، يتم تنظيم مخيمات صيفية لصالح أبناء البوليساريو. وأعتقد أن هذه المبادرات جاءت كرد فعل على الغياب التام لأي استراتيجية مغربية لمواجهة البوليساريو بإيطاليا. لدينا جالية كبيرة وواسعة، لكنها تعمل بشكل ارتجالي»، يحكي أحد الناشطين الجمعويين المغاربة بإيطاليا بنبرة تدل على خيبة أمله وإصراره، في الوقت نفسه، على مواصلة المواجهة. استمرار الارتجال المغربي في التعاطي مع القضية شجع عناصر البوليساريو، المحسوبة على رؤوس الأصابع، على توقيع عدد من الاتفاقيات مع بلديات عدد من المدن الإيطالية، خصوصا مدن جهات الوسط، من بينها اتفاقيات توأمة وهمية بينها وبين مدن مغربية، فهناك اتفاقية موقعة لتوأمة مدينة فلورنسا مع العيون وأخرى مماثلة بين مدينة سيينا، التي ساهم المغاربة في تحريرها من النازيين، ولكويرة وثالثة بين إقليمية أريدزو ومدينة السمارة ورابعة بين إقليمية ليفورنو وإقليمية العيون..