كان طبيعيا أن تزعج الزيارة، التي قام بها الوفد الصحفي الإيطالي للأقاليم الجنوبية للمغرب، البوليساريو بإيطاليا ومسانديهم من الشيوعيين الإيطاليين ليعبروا عن قلقهم من أول اختراق ميداني للإعلام الإيطالي للصحراء المغربية. فقد كشف الصحفيون، الذين زاروا المغرب قبل ثلاثة أسابيع، من خلال مقالاتهم وربورتاجاتهم أن أقاليمه الجنوبية تعيش في أمن وسلام وأن ما تروج له جبهة البوليساريو، التي تعتبر إيطاليا معقلا لها، لا أساس له من الصحة. قناة «راي أونو» سلطت الضوء من خلال برنامجها «تيفو سيتي» على القضية الوطنية واهتمت بتفاصيلها التاريخية مع إجرائها لقاءات صحفية مع بعض العائدين من جبهة البوليساريو ومع عم أمينتو حيدر مع كشفها عن البنية التحتية والإنجازات التي قام بها المغرب في هذه المناطق . نفس الشيء قامت به جريدة «لاريبوبليكا» الأكثر انتشارا بإيطاليا، التي فندت من خلال ربورتاج ميداني بصفحة كاملة بأحد أعدادها، كل ما يروج له بإيطاليا لصالح جبهة البوليساريو لتمنح للرأي العام الإيطالي معلومات كانت تغيب عنه. أما جريدة «ميتيّو» بشمال إيطاليا فقد تناولت الموضوع من خلال مقاربة اقتصادية، معتبرة أن ما أنجزه المغرب من بنيات تحتية بأقاليمه الجنوبية يبقى إنجازا كبيرا سيساهم في التنمية الاقتصادية بالمنطقة. وكانت أولى ردود الفعل لجبهة البوليساريو ومسانديها من الشيوعيين الإيطاليين هي تلك التي صدرت عن بعض الجمعيات بجهة توسكانا وإيمليا رومانيا من خلال مواقعها الإلكترونية التي حاولوا من خلالها التشكيك في نزاهة وحياد الصحفيين الإيطاليين ليقوموا بعد ذلك بإصدار بيانات صحفية تندد بالربورتاج الذي أنجزته قناة «راي أونو» الوطنية حول حقيقة النزاع بين المغرب والبوليساريو والجزائر. قلق جبهة البوليساريو المتمركز نفوذها بشكل ملفت للنظر في بلديات أقاليم بيزا وفلورنسا وليفورنو وسيينا بدا واضحا عندما سخرت بعض من مسانديها من الإيطاليين لنشر مقالات وأخبار عن الموضوع إلى حد إرسال أحدهم ويدعى ستيفانو سالفي إلى مخيمات تيندوف لإجراء ربورتاج عنها. فبعد حصوله على موافقة وتزكية جزائرية توجه ستيفانو سالفي إلى الجزائر لينقل إلى حدودها بالجنوب الغربي ومن هناك ظهر بلباس السياح الغربيين ليتحدث عما أسماه بمعاناة الشعب الصحراوي وبجانبه جندي تابع للبولسياريو .كان في ربورتاجه الذي بثه عبر موقعه الإكتروني يتحدث عن معاناة دون أن يظهر صورا عنها لتجول عدسات كاميراته في منطقة قاحلة جرداء لا حياة فيها، مهاجما بشكل غير محايد المغرب الذي اعتبره بلدا محتلا . وبنفس رنة عدم الحياد هاجمت مواقع أخرى للبوليساريو بإيطاليا العمل الصحفي المنجز حول الأقاليم الجنوبية للمغرب. وإذا كان بعضها قد وجد في البيانات التنديدية أداة للهجوم فإن أخرى حاولت التعليق على بعض المقالات والربورتاجات من خلال المواقع الإلكترونية للصحف التي نشرتها. الجزائر وسفارتها بروما تحركت أيضا للرد على الموضوع من خلال مسؤولين عنها ونوابها البرلمانيين الذي قام أحدهم وقبل نهاية السنة الماضية بجولات بجهة توسكانا لدعم بلدياتها المساندة لطرح البوليساريو ولإظهار أن جارة المغرب الشرقية تقف سدا منيعا أمام وحدته الترابية.