المشادات اليومية تؤكد وجود خلاف وتباعد بين الأزواج رغم تواجدهما في مكان واحد، فهناك أزواج يرتبطون بعد قصة حب طويلة ثم يقتل الزواج هذه المشاعر بالتدريج لأنهما أهملا مشاعرهما بعد الارتباط، وحتى في حالة عدم وجود مشاكل وخلافات زوجية، فالحياة اليومية بمشاكلها وضغوطها والملل الذي يسيطر عليها يحول تلك العلاقة إلى روتين. وهناك عوامل أخرى تؤثر سلبا على العلاقة بين الأزواج مثل سيطرة المادة التي جعلت حياتنا غير إنسانية، وبالتالي كل علاقاتنا غير إنسانية أيضا، وأولها العلاقة الزوجية، وكنتيجة لذلك أصبحنا نجد الرجل يقضي معظم وقته خارج المنزل في عمل إضافي، وكذلك المرأة التي تتعرض للضغوط والاكتئاب والإحساس بالإحباط، والوحدة حتى مع وجود شريك بجوارها. وفي ظل هذه المؤثرات يسخر البعض من فكرة الغزل، وكأنه رفاهية، معللين ذلك بأن الحياة تسير بغزل أو بدون غزل، وهذا حسب رأي بعض علماء الاجتماع، قصور في النظر للعلاقة الزوجية.. فالغزل ضرورة ويجب ممارسته بوعي وحب وصدق, والمرأة ليست وحدها في حاجة إلى الغزل لأن الرجل أيضا يحتاجه. وفي هذا الإطار، يؤكد أطباء علم النفس أنه يجب على الطرفين أن يكونا حريصين على تجديد علاقتهما, فالغزل يحصن العلاقة ضد التأثيرات الضارة، ولذلك لا يجب التعامل معه كنوع من الكماليات ولا كنوع من الواجب وإنما هو الأوكسجين الذي يمد العلاقة الزوجية بالحياة وبالتالي يساعد المرأة في التغلب على مشاعر الإحباط.