مساء الاثنين 5 أكتوبر وحوالي الساعة الثانية بعد الزوال, وبالضبط بدوار حمودة جماعة أولاد عيسى قيادة أولاد بوعزيز الجنوبية, لقي شاب من مواليد 1968 حتفه داخل مقلع مهجور للرمال كان يقوم بداخله بأشغال حفر من أجل تجميع شحنة من الرمال قصد تسويقها لكن ودون سابق إنذار انهار جزء من أعلى صخرة أصابته على مستوى رأسه وأطرافه العلوية ليسقط صريعا في الحال بعد أن ابتلعته الأتربة. الضحية أب لأربعة أطفال وينحدر من أسرة فقيرة كان هو معيلها الوحيد. رجال الدرك انتقلوا على الفور إلى مكان الحادث وعاينوا الجثة مطمورة تحت التراب، فأمروا مسؤولي جماعة سيدي عابد بتسخير الآليات التابعة للجماعة لاستخراج جثة الهالك، وقد استقدمت لهذا الغرض جرافتان استمرتا في العملية زهاء ساعة، وقبل أن تنقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس بالجديدة، عاين الجمهور الغفير من ساكنة الدواوير المجاورة منظرا مؤثرا عندما قامت زوجة وأبناء الهالك ووالدته بالارتماء على جثته ملحين على إلقاء نظرة الوداع. وقد عمد رجال الدرك إلى اقتياد صاحب الشاحنة إلى مركز الدرك بصفته شاهدا وبحكم أنه كان رفقة الضحية المكلف بأعمال الحفر وتجميع الرمال من المقلع المهجور، أما الشاحنة فقد تم حجزها بالمرآب البلدي لسيدي عابد لعدم توفرها على الوثائق، وأكد صاحب الشاحنة أن مستخدمه المتوفى مات بطريقة غريبة وأنه أصيب بالذهول والصدمة لهول ما رأى. ولم يتم الاستماع بعد لشاهد ثان وهو عامل بناء كان يقوم بنفس الأشغال المنوطة بالضحية، فمن جراء الصدمة لم يقو على الوقوف أمام رجال الدرك للإدلاء بتصريحاته. يذكر أن درك سيدي بوزيد يخضع لنفوذه أهم شريط ساحلي رملي يعرف أكبر عمليات نهب للرمال على الصعيد الوطني، ويجد صعوبة كبيرة في ضبط المخالفين بالنظر إلى العدد غير الوافر من رجال الدرك التابعين للمركز ووجود إمكانيات تقنية متواضعة خاصة خلال فصل الصيف، حيث يتكلف المركز بتغطية أمنية لأزيد من 300 ألف زائر. كما يصادف موسم الاصطياف تنظيم أكبر موسم بالمنطقة وهو موسم مولاي عبد اللهأمغار.