دخلت عدة أحزاب سياسية على الخط في قضية جريدة «أخبار اليوم» على خلفية نشرها لرسم كاريكاتيري يظهر الأمير مولاي اسماعيل فوق عمارية وخلفه العلم المغربي تتوسطه نجمة سداسية غير مكتملة. وفي هذا السياق، وفي السياق نفسه، أدان حزب الاستقلال خطوة الرسم، وقال بلاغ عن اللجنة التنفيذية للحزب: «إن اللجنة تعبر عن استنكارها الشديد لما أقدمت عليه إحدى الصحف»، دون أن تسميها بالاسم. وأضاف البلاغ أن «هذا الرسم تضمن المس بالعلم الوطني والقيم والمقدسات التي تعتز بها بلادنا طيلة تاريخها الطويل في التسامح والتعايش واحترام العقائد والأديان والدفاع عن الحريات». أما الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فقد قال: «إنه لا توجد أي دولة في العالم، وبالدرجة الأولى الدول الديمقراطية التي تقدس الحرية، تسمح بإهانة رموزها وعملها»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «روح القوانين التي تعد المشترك السياسي والأخلاقي للأمة المغربية، تقتضي منا بالفعل الامتعاض من كل السلوكات المضرة ببلادنا». واستدرك الحزب، في كلمة العدد ليومي السبت والأحد، قائلا: «نحن في الاتحاد الاشتراكي، إذ نؤكد على ضرورة الحرص في التعامل مع هذا الملف على التقيد بمقتضيات القانون وضوابط دولة الحق والمؤسسات، لا يمكننا إلا أن نستنكر كل سلوك غير مشرف في التعاطي مع حرمة العلم الوطني ورموز المغرب، التي صنعتها إرادة المغاربة بتلقائية وعفوية وتصميم». وعلمت «المساء» من مصدر مطلع بأن الصيغة الأولية لبيان الاتحاد الاشتراكي في قضية «أخبار اليوم» كان أكثر حدة قبل أن يتدخل بعض الأعضاء من المكتب السياسي لتليين عباراته. وأدان حزب التقدم والاشتراكية مبادرة نشر الجريدة لهذا الرسم. وقال الحزب في بلاغ: «إنه لا يسع الديوان السياسي إلا أن يندد بما صدر مؤخرا على أعمدة الجريدة المذكورة من رسم كاريكاتيري يمس بالاحترام الواجب للعلم الوطني كرمز للأمة ولعضو من الأسرة الملكية»، قبل أن يضيف البلاغ أن «الحزب يعتبر ذلك ممارسة مهنية خرقاء لا تمت بصلة إلى الحرية التي ناضلنا من أجلها لعقود طوال ولا إلى أخلاقيات المهنة التي تتأسس على احترام وكرامة الأشخاص والمؤسسات». وبدوره، انتقد حزب الحركة الشعبية الرسم الكاريكاتيري، الذي نشرته الجريدة واعتبره مسا بالمقدسات. ودعا المكتب السياسي للحزب في بلاغ له بالمناسبة إلى «تفادي عدم استثمار أجواء الحرية، التي ترسخت في المغرب، في المساس بالمقدسات واستعمال العلم المغربي لأغراض مبيتة ومغرضة وإهانة شعار المملكة». أما حزب التجمع الوطني للأحرار، فقد اعتبر الرسم الكاريكاتيري منافيا لقواعد الحرية، وقال في بلا غ له: «إن نشر جزئيات لا تسهم إلا في إفساد الذوق وإلقاء الأضواء على الحياة الخاصة والتربص بالأشخاص والاعتماد على أخبار الإثارة، لا يخدم الهدف النبيل للصحافة ودورها السياسي والتربوي والتثقيفي». ومن جهته، أدان حزب الاتحاد الدستوري إقدام الجريدة المذكورة على نشر هذا الرسم الكاريكاتيري، معبترا هذه المبادرة «عملا لا معنى له ولا يشرف مهنة الصحافة». وقال الحزب في بلاغ له: «إن للمغرب ثوابت لا يجب التلاعب بها وإن المسؤولين عن هذه الأعمال أشخاص لا يسايرون التطور الديمقراطي الذي يشهده المغرب».