قررت وزارة التربية الوطنية، وبداية من الموسم الدراسي الجاري، أن تحتفل بجمعيات آباء وأولياء التلاميذ والتلميذات داخل المؤسسات التعليمية، وأعلنت رسميا عن تخصيص يوم 30 شتنبر (الذي يتزامن هذا الموسم مع يوم غد الأربعاء) من كل سنة، يوما وطنيا للاحتفاء بهم، باعتبارهم شريكا أساسيا في بلورة وأجرأة أهداف البرنامج الاستعجالي. لكن الوزارة الوصية التي أعلنت الخبر رسميا استجابة لمطلب المجلس الوطني للآباء وأولياء أمور التلاميذ، لم تضع برنامجا احتفاليا لهذا اليوم الفريد من نوعه، ولم تصدر مذكرات توضيحية بخصوصه. ومعظم مكاتب جمعيات الآباء تشكل وفق مصالح خاصة لأصحابها، ومنها ما انتهت مدة صلاحيته ولم يتم تجديده، ومؤسسات أخرى تعرف فراغا بسبب جمود نشاط تلك الجمعيات أو عدم وجودها أصلا. فعن أي جمعيات تتحدث الوزارة الوصية وعن أي نوع من الاحتفاء ستحظى به؟ وهل يمكن لجمعية أن تفرض برنامجها الاحتفالي على إدارة المؤسسة وتتسبب في تعطيل الدراسة أو جزء من نشاط الإدارة؟ وهل سيحظى اليوم وإن تم الإعداد له بحضور الآباء والأمهات من أجل المناقشة والتشاور ووضع الاقتراحات لدعم مدرسة النجاح التي أطلقتها الوزارة؟!. كثيرة هي الأعياد والأيام الوطنية والعالمية التي توصي الوزارة الوصية بالاحتفاء بها، وتشدد على التذكير بأهدافها وغاياتها خلال كل موسم دراسي، لكنها تبقى حبيسة المذكرات بسبب غياب التنسيق بينها وبين المؤسسات التعليمية المعنية أساسا بتلك الاحتفالات وسبل الإعداد لها. لقد سبق للوزارة أن أعلنت على الورق أن يوم تاسع شتنبر هو يوم عيد المدرسة، ومر العيد دون أن ينال التلاميذ والآباء والأطر التربوية والإدارية «كعكة» العيد، ودون أن تبرز أية معالم احتفالية باستثناء بعض المؤسسات التعليمية والتي حظيت بزيارات مسؤولين محليين أو وطنيين. وينتظر المدرسون الاحتفال باليوم العالمي الخاص بهم والذي يأتي في الخامس أكتوبر من كل سنة، واكتفت الوزارة بتحديد شعار له (المدرسة والمدرس أساس بناء مدرسة النجاح)، وهو يوم يمر مرور الكرام دون أدني التفاتة إلى المدرسين، بل إن معظم المدرسين يجهلون يومهم العالمي. كما حددت الوزارة مواعيد احتفالية أخرى نادرا ما تلقى استجابة لها داخل المؤسسات التعليمية، ليس من باب عدم الرغبة في تنظيم تلك الاحتفالات ودعمها بالمحاضرات والموائد المستديرة... لكنْ بسبب الاكتظاظ الحاصل داخل الأقسام وثقل المهام وقلة الموارد البشرية وبسبب الإعداد لها الذي يتعارض والسير الدراسي، وعجز الإداريين والتربويين ومعهم المتطوعون داخل جمعيات الآباء عن الوفاء بكل مستلزماتها. وبسبب سخط البعض منهم واستياء البعض الآخر من ضعف مستويات التلاميذ وانحراف بعضهم وتحول بعض المؤسسات التعليمية إلى أوكار للفساد وتعاطي المخدرات، تحمي المراهقين والمراهقات بجدرانها العالية التي انتبه المسؤولون أخيرا إلى أنها غر كافية لحماية الممدرسين والمدرسين من الانحرافات الخارجية. فقد حددت الوزارة شهر نونبر للاحتفال بيوم التاريخ والاحتفاء بالوطن واستحضار المحطات البارزة لتأسيس المملكة المغربية، وحددت الأسبوع الأخير من شهر مارس للاحتفاء باليوم الوطني لقدماء تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية، ومناسبة لإحداث تلك الجمعيات أو تجديد مكاتبها، وحددت الأسبوع الأخير من شهر أبريل للاحتفاء بالأيام الوطنية للشراكة وتقديم الحصيلة والتنويه بالشركاء والمتعاونين والداعمين. في الوقت الذي تغيب في الشراكة وقيم التعاون والدعم داخل معظم المؤسسات التعليمية.