تأتي المذكرة الوزارية رقم 134 الصادرة بتاريخ 23 شتنبر 2009 والمنظمة للعلاقة بين المدرسة وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ منسجمة مع مقتضيات المخطط الاستعجالي في مشروعه الخاص بالتعبئة والتواصل حول المدرسة، والذي يعي تأثير الأسرة في تنشئة الأطفال وفي سيرورتهم الدراسية وإعدادهم للتمدرس الناجح، ودورها في مد جسور التواصل بين المؤسسات التعليمية والأسر، ونسج الروابط الاجتماعية بينها وبين مختلف أطر هيأة التدريس والإدارة التربوية العاملة بالمؤسسة، وتوعية الأمهات والآباء والأولياء وتحسيسهم بدورهم في النهوض بأوضاع المؤسسات التعليمية تربويا وإداريا، وفي تطوير خدماتها، وفي المساهمة في إشعاعها الاجتماعي والثقافي والفني. واعتبارا لما سبق، فقد تم تخصيص الأسبوع الأخير من شهر شتنبر الماضي لعقد اللقاءات التشاركية مع الجمعيات لانخراطها في مسار الإصلاح التربوي ودعم أهداف مدرسة النجاح، وكذا تخصيص يوم 30 من نفس الشهر للاحتفاء باليوم الوطني لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلميذات والتلاميذ باعتبارها شريكا أساسيا في بلورة وأجرأة أهداف البرنامج الاستعجالي وتعزيز مسارات الإصلاح وترسيخ موقع المؤسسة التعليمية، للتعريف بمنجزات الجمعية وبرنامجها السنوي، وتقديم التجارب الناجحة لبعض المؤسسات، وتكريم بعض الآباء والأمهات والأطر التربوية والإدارية، وعقد شراكات مع الجهات الداعمة وخاصة المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والجماعات المحلية وغيرها من أجل تأهيل مؤسسات التربية والتعليم العمومي، كما تمت الدعوة إلى التركيز خلال هذا اليوم، إلى التركيز على حملات التعبئة في صفوف الأمهات والآباء لإشراكهم في النهوض بالحياة المدرسية، إلى جانب التلميذات والتلاميذ والأساتذة والإداريين والجماعات المحلية والمجتمع المدني، والعناية ببنيات المدرسة الداخلية والخارجية. وفي إطار الاحتفاء بهذا اليوم، قامت الإدارة المركزية بتنظيم مائدة مستديرة يوم 30 شتنبر 2009 بتقديم ميثاق العلاقة مع جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ. واستحضارا لتوصيات الملتقيات التشاورية والتواصلية التي عقدتها الوزارة مع ممثلي الجمعيات المذكورة، تم تنظيم لقاءات تشاورية مع الجمعيات خلال الفترة ما بين 28 شتنبر إلى 10 أكتوبر بهدف الانخراط في مسار الإصلاح ودعم مدرسة النجاح، حيث تم تقديم الخطوط العريضة لمشاريع المخطط الاستعجالي، والإخبار بالمستجدات المواكبة لانطلاقة المخطط، والإشراك الفعلي في بلورة مشروع المؤسسة كدعامة أساسية لمدرسة النجاح، وكذا العمل على تجديد مكاتب الجمعيات أوتأسيسها في احترام تام للقوانين الجاري بها العمل. ولكي تقوم الجمعيات بمهامها على الوجه المطلوب، فقد تم إخبار الإدارات التربوية بتوفير فضاءات للجمعيات من أجل عقد اجتماعاتها وتنظيم أنشطتها، ووضع صناديق للمراسلات وسبورات لإشهار الإعلانات المتعلقة بها، ومدها بكافة المعطيات المتعلقة بالدخول المدرسي، وكافة المعطيات الإحصائية ومختلف مؤشرات المؤسسة الكمية والنوعية وغيرها من النصوص التشريعية والتنظيمية والمذكرات الوزارية وكل الوثائق المرتبطة بالحياة المدرسية. ولإعطاء هذا اليوم بعده التضامني والتشاركي، تجسيداً لشعار »جميعا من أجل مدرسة النجاح« تؤكد المذكرة ضرورة التركيز على حملات التعبئة في صفوف الأمهات والآباء لإشراكهم في النهوض بالحياة المدرسية، الى جانب التلميذات والتلاميذ والأساتذة والاداريين والجماعات المحلية وفعاليات المجتمع المدني، والعناية ببيئتها الداخلية ومحيطها الخارجي، حتى تكون في مستوى الرسالة التربوية المنوطة بها، كما يمكن تنظيم حلقات خاصة لتدارس مشروع الميثاق المقترح ومناقشته وتقديم اقتراحات وملاحظات بشأنه في أفق المصادقة عليه. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المحطة من مسار جمعيات الآباء، أساسية في إطار البرنامج الاستعجالي، وتشكل فرصة من أجل إعادة تأطير فضاءات هذا الصنف من الجمعيات على الأصعدة الوطنية والجهوية والإقليمية والمحلية، ومراجعة قوانينها الأساسية وبلورة قوانين داخلية تحتكم إليها في عملها الداخلي، وفي علاقتها مع الوزارة ومصالحها الخارجية ومؤسساتها التعليمية.