طاردت الأخبار المفجعة، نهاية الأسبوع الماضي، سكان حي مونفلوري بفاس، وهو من الأحياء التي تسكنها الطبقات المتوسطة الدخل بالمدينة. فمباشرة بعد صدمة طعن الشاب عمر من قبل عصابة متخصصة في السرقة ولها سوابق في المجال ليلة السبت/الأحد الماضيين، فوجئ قاطنو الحي، صبيحة أول أمس الأحد، بانتحار رجل يبلغ من العمر حوالي 40 سنة. ولجأ «محمد. ز.»، وكان بدوره قيد حياته بائعا متجولا، إلى طريقة غريبة لمفارقة الحياة بعدما كان يعيش اضطرابات نفسية واجتماعية. فقد وجد هذا الرجل منتحرا بواسطة حبل مشدود إلى شجرة ل«الكرموس» بزنقة دار السلام. وقد سبق لهذا البائع المتجول الزواج، لكنه عاش محنة الطلاق دون أن يرزق بأطفال. وتعاطى للمخدرات والأقراص المهلوسة. وقبل أن يقدم على شنق نفسه إلى إحدى أشجار «الكرموس» بالقرب من منزل عائلته، قرر ألا يمضي الليلة مع العائلة. واستنفر الحادث الشرطة العلمية التي اضطر رجالها إلى تسلق الشجرة لإنزال جثة المنتحر ونقلها إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني لتشريحها وإعداد تقرير حول ملابسات الوفاة قبل أمر النيابة العامة لمحكمة الاستئناف بالدفن. وغير بعيد عن الموقع، وبالساحة التي استشهد فيها البائع المتجول متأثرا بطعنات على مستوى القلب، عثر على رضيع متوفى تم لفه في كيس بلاستيكي أسود. ويظهر أن هذا الرضيع، الحديث العهد بالولادة، كان نتيجة علاقة جنسية غير شرعية. وقررت الأم لفه في هذا الكيس البلاستيكي والتخلص منه بساحة «موسكو» بعيدا عن «العار»، ما ترتب عنه وفاته. ونقل الرضيع بدوره إلى المستشفى الجامعي لإجراء التشريح الطبي له قبل الأمر بدفنه.