بعد أن تعود العرب على طلب العلم ولو في الصين، سيصبح من الآن فصاعدا في أيام العولمة الضحوكة أن تطلب الفتيات عذريتهن في الصين وتايوان، وبعد أن كان درب عمر والقريعة ودرب غلف وأسواق مديونة تعرض وتصدر إلى باقي أسواق مدن المملكة جوارب وأحذية وهواتف الصين الرخيصة، ستصير تعرض، في القريب العاجل، أغشية بكارة للفتيات والنساء على حد سواء. في مصر، بدأت كبريات شركات الدعاية والإشهار تستعد لإعلان اقتحام غشاء البكارة الصيني لشوارع القاهرة وسط جدل فقهي وفتاوى ازدحمت بها صفحات الجرائد ومواقع الأنترنيت، ولربما تجدون غدا في إعلانات مغربية في صحف ومجلات نسائية ما مفاده: «استعيدي عذريتك في خمس دقائق.. المنتوج التكنولوجي الراقي.. سرك المفزع يختفي إلى الأبد.. استعيدي عذريتك ب120 درهما.. بلا جراحة أو حقن أو أدوية ولا آثار جانبية». هناك في مصر، اليوم، وبعد أن رفضت وزارة الصحة مع نقابة الصيادلة المصرية تداول هذا المنتوج الجديد، أصوات ترتفع بقول إن تسويق غشاء البكارة الصيني بشكل رسمي وعمومي سيساهم لا محالة في نشر الدعارة وسيشجع على الانحراف وسيتسبب في انتشار العنوسة مع ارتفاع نسب الطلاق، بالإضافة إلى زيادة معدلات الغش والخداع في المجتمع وزرع بذور الشك وعدم اليقين في قلوب الشباب المقبلين على الزواج. بالمغرب، هناك تسابق جنوني لمستثمرين وضعوا كل أموالهم السوداء رهن إشارة اصطياد «الهمزة» الصينية واستيرادها وتسويقها في بلادنا من غير داع إلى افتحاص جودتها أو ملاءمتها للمواصفات الأوربية في السلامة وطبيعة المواد المستعملة خاصة في لعب الأطفال التي تصنع من بقايا البلاستيك المكرر من المتلاشيات السامة والقذرة، وغشاء البكارة الذي ينتظر أن يتم تسويقه في جل البلدان العربية بطريقة تجارية صرفة تعتمد أساسا على شعار مخادع يقول: «أحلى من الشرف ما فيش»، وهي المقولة التي تلخص أن المغربي والمغربية اليوم لا يخاف الخطأ بل فقط افتضاح هذا الخطأ. غدا، سيكون مثيرا للسخرية أن نسمع أن عبد الحق أو عبد الرحيم قد طلق أو فسخ خطوبته مع هند أو سميرة فقط لأنه اكتشف أنها ليست عذراء من عند الله بل من عند الصين، وفي القريب سنبدأ نسمع ونعود آذاننا على سماع فتاة تقدم نفسها بقولها: «أنا اسمي لطيفة، مغربية وعذريتي مهربة من الصين»، في حين سيكون متاحا للمرأة المتزوجة منذ مدة أن تستعيد عذريتها لزوجها وقتما شاءت وأنّى أرات من الليالي حتى بعد 20 سنة أو أكثر من الحياة الزوجية، فتخيلوا أن الزوجة المغربية تنزل إلى درب عمر لتشتري عذريتها الصينية ب120 درهما ثم تعود إلى البيت فلا يكون على زوجها سوى أن يفك عذريتها، ليس مرة واحدة في العمر بل في كل يوم، لو استطاعا إلى ذلك سبيلا. الصينيون لم يتركوا شيئا إلا وقلدوه وصنعوه ثم صدروه حتى «البلغة» المغربية والراية الوطنية، ونحن لا نترك شيئا مستوردا من عندهم إلا وتهافتنا وازدحمنا على شرائه،...غدا ربما سنشتري من عندهم ليس العذرية النسائية فقط، بل حتى الرجولة التي افتقدت في الكثير من معاني الحياة لدينا.