أعطت الزاوية البودشيشية القادرية الانطلاقة لإنشاء مشروع جامعة عالمية لتعليم علوم التصوف واللغة العربية، وأطلقت على الجامعة اسم جامعة «الفتح» العالمية لعلوم التصوف واللغة العربية. كان ذلك خلال ليلة القدر المباركة التي أحيتها الطريقة القادرية البودشيشية يوم الخميس الماضي بمقر الزاوية بمداغ. وأوضحت مصادر تنتمي إلى الزاوية البودشيشية أن «رجال أعمال من دولة اليمن والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت مولوا المشروع العالمي الذي يرمي إلى تعليم وتعلم علم التصوف بكل مدارسه السمحة التي تسعى إلى الارتقاء بالإنسان في مدارج العشق الإلهي وعبادة الله عن علم، والقرب منه لمعرفته حق المعرفة»، إضافة إلى اللغة العربية، التي هي «لغة الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه»، يوضح المصدر ذاته. هذا المشروع العلمي الذي يشرف عليه جمال الدين بودشيش، نجل الشيخ حمزة شيخ الطريقة البودشيشية القادرية، ابتكرت له طريقة للمساهمة، من خلال الدفع عبر إرسال حرف A في رسالة SMS إلى الرقم 9095 كتثبيت للدعم، ليتم الانتقال بعد ذلك إلى وضع المساهمة التي تبتدئ من عشرة دراهم في حساب بنكي مرخص له. الجديد في المشروع الصوفي العلمي هو أن أغلب المساهمين في مشروع جامعة «الفتح» ينتمون للدول العربية، في الوقت الذي كان دعم عدد من المشاريع التي تشرف عليها الطريقة يأتي عبر مريدي الطريقة المقيمين في الخارج والأجانب المسلمين. وسخرت الطريقة البودشيشية القادرية نخبة من المثقفين والمفكرين والأساتذة الجامعيين من مريدي الطريقة الصوفية والمتعاطفين معها الذين يشكلون الدعامة البشرية والعلمية للجامعة العالمية، كما سينصب اهتمام جامعة «الفتح» العالمية لعلوم التصوف واللغة العربية على علوم المنطق والفلسفة، ومن المرجح أن يكون الفيلسوف وأستاذ الجامعة بجامعة محمد الخامس بالرباط طه عبد الرحمان أحد أطر الطريقة البودشيشية، من المشرفين بمعية أساتذة جامعيين يتمركز أغلبهم بمحور الدارالبيضاء والرباط وفاس. ولم يعرف ما إذا كانت مداغ ستكون المقر الرئيسي لجامعة «الفتح» العالمية أم أنه سيخصص لها مقر خاص بالرباط يليق بدورها العالمي.