تسببت استقالة المدرب عزيز الوهابي من تدريب فريق اسطاد المغربي في تعرية الانشقاقات الداخلية التي يعيشها المكتب المسير للنادي، والتي ظلت طي الكتمان لمدة غير قصيرة. وقالت مصادر قريبة من المكنب المسير إن الهزيمة التي تلقاها الفريق الرباطي خلال نهاية الأسبوع الماضي ضد فريق شباب الريف الحسيمي بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، هي التي عرت هذا الواقع، خصوصا أن الأهداف سجلت بطريقة يرى البعض أنها كانت مستفزة. ويرى المصدر، أن الوهابي رفض الاستمرار على رأس الفريق في ظل هذه الأجواء، وذلك حتى لا يتم إقحامه في هذه المتاهات، وحتى لا يحسب على تيار دون آخر. فالمشكلة الحقيقية لفريق سطاد المغربي في الآونة الأخيرة هي وجود نزاع دائم وشرس على أهم المناصب الحساسة في المكتب المسير. وتجسد هذا النزاع بالملموس خلال الجمع العام الذي عقده الفريق صيف هذه السنة، وعرف تنافسا قويا بين نور الدين معانا وأحد منافسيه، حيث لم يحسمه الأول إلا من خلال الخبرة التي راكمها في الحقل التسييري الكروي المغربي. لكن المشكل الأكبر هو أن هذا الصراع أصبح ينعكس بالملموس على الأداء الفردي والجماعي لفريق العاصمة، وأصبحت الولاءات تتحكم فيها درجة القرب من هذا التيار أو ذلك، حتى أن المقربين من اسطاد المغربي أصبحوا يدرون من هم اللاعبون المحسوبون على تيار الرئيس معانا ومن هم الذين يدينون بدين لخصومه. هذه البيئة غير السليمة جعلت المدرب عزيز الوهابي يسارع إلى إعلان استقالته، خصوصا أن كلا التيارين يتمتع بنفوذ كبير، الأول لكونه هو المنتخب قانونا لتدبير شؤون النادي، والثاني بسلطة المال. وهي معادلة لم تعد تسمح بالحلول الوسطى أو بالمنزلة بين المنزلتين. لكن الغريب في الأمر هو أن فريق سطاد المغربي عرف في الآونة الأخيرة في الأوساط الرياضية بإلصاقه المتكرر لشبهة التلاعب بنتائج المباريات، حيث فجر خلال الجولات الأخيرة من دوري الدرجة الثانية مفاجأة أخرى، تمثلت في اتهام بعض اللاعبين علنا بالتلاعب في نتيجة المباراة التي جمعت فريقهم بفريق وداد فاس، الذي كان يشارك اسطاد في التنافس على الصعود إلى دوري الدرجة الأولى. قبل أن يعود المكتب المسير للاعتذار عن ذلك التصرف، مبرئا إياهم من تهمة التلاعب بنتيجة المباراة. لكنه لم يعترف صراحة بالتأثيرات السلبية لذلك التصرف على نفسية اللاعبين، الذين أنزلوا أيديهم خلال الجولات الأخيرة. وتجدر الإشارة إلى أن فريق سطاد الرباطي يقبع في الرتبة الرابعة عشرة من الدوري الوطني الثاني بمجموع نقطتين حصل عليها الفريق من ثلاث مباريات، نتيجة تعادلين، ليبقى الفريق بدون انتصار وهو الذي كان الموسم الماضي أحد ظواهر البطولة بنتائجه الجيدة، بل كان قريبا من الظفر ببطاقة الصعود إلى حظيرة القسم الأول من الدوري الوطني لولا السرعة النهائية التي أثمرت عن صعود ممثل فاس، فريق الوداد الرياضي الفاسي، الذي احتل مركز الوصافة.