ما عادت كندا تبحث عن مهاجرين عاديين أو أطر يعمرون أرضها الشاسعة، بل امتد اهتمامها إلى المستثمرين المغاربة الذين تحاول إغراءهم بامتياز الحصول على الجنسية الكندية، مقابل نقل نشاطهم إلى كندا التي توفر لهم ولأسرهم العديد من الامتيازات، ليس أقلها الخدمات الاجتماعية المريحة. «المساء» اطلعت على رسالة توصل بها مواطن مغربي من «سكوتيا ماك ليود» فرع بنك سكوتيا الكندي، يقترح عليه فيها الاستفادة من «برنامج المهاجرين المستثمرين»، الذي ترعاه الحكومة الكندية.. والقبول بالانخراط في هذا البرنامج يمكن المستثمر وأسرته من الحصول على الجنسية الكندية. وحلت ممثلة عن «سكوتيا ماك ليود» بالمغرب في غشت المنصرم من أجل لقاء المستثمرين والمسؤولين المغاربة الذين يقبلون عرض الهجرة، حيث تحرص تلك المؤسسة على إحاطة تلك اللقاءات ب«السرية التامة» وتلح على طابعها «الشخصي»، خاصة أنها تهتم بالمستثمرين الذين يتوفرون على أصول ب 700 ألف دولار أو أكثر، وتعدهم بتنمية فرص نجاحهم في كندا. ولا تكتفي تلك المؤسسة بإغراء المستثمرين بالجنسية الكندية، بل تضرب على أوتار حساسة من أجل استمالتهم للهجرة إلى كندا، إذ تعدهم بنظام تعليمي ذي مستوى عالمي، ونظام متقدم للعلاجات الطبية ومحيط هادئ وآمن وبيئة نظيفة، ناهيك عن أبواب الولاياتالمتحدة التي يمكن أن تشرع أمام المستثمر بحكم الحدود المشتركة مع كندا. نشاط مسوقي برنامج المهاجرين المستثمرين الذي أحدث في كندا في 1986، لم يكل في السنوات الأخيرة بالمغرب، حيث انتبهت إليهم تقارير تساءلت عن الكيفية التي يتعرف بها مبعوثو «سكوتيا ما ك اليود» على الأشخاص الذين يستهدفونهم، إذ افترضت أن تكون لهم عيون في المغرب تمدهم بما يحتاجونه من معلومات عن المستثمرين الذين ينفردون بهم في فنادق بالدار البيضاء في سرية تامة ويعرضون عليهم جميع الامتيازات التي يمكنهم الاستفادة منها، غير أن البعض عبر في المغرب عن تخوفه من أن تفضي مثل هذه العمليات إلى تهريب العملة إلى الخارج، مما يفرض في نظرهم السعي إلى العمل من قبل السلطات العمومية كي يعمل أولئك المبعوثون في واضحة النهار. رجل أعمال مغربي تتوفر شركته على أنشطة وشراكات في أكثر من خمسين دولة، أكد أن وكالات الهجرة الكندية اعتادت السعي إلى الأطر والمستثمرين المغاربة من أجل إغرائهم بالهجرة إلى كندا، غير أنه لا حظ أن أولئك الذين يختارون الهجرة، يقررون ذلك للاستفادة من الامتيازات التي تمنحها لهم الجنسية الكندية، خاصة في الجانب المتعلق باستفادة الأبناء من تعليم جيد وعلاجات طبية مقبولة.