العلم : رشيد زمهوط أكد آخر تقرير لوزارة الهجرة الكندية أن المغاربة يتربعون على صدارة ترتيب المهاجرين المقبولين بمقاطعة كيبيك برسم سنة 2007 ب 3612 مرشح مقبول يليهم الفرنسيون ( 3467 ) ثم الجزائريون ( 3414 ). و يؤكد هذا المنحى التصاعدي للمهاجرين المغاربة الذين يتخذون من كندا منذ نهاية الثمانينيات بلد إقامة سواء من أجل الدراسة أو الاستثمار أو فقط من أجل تحصيل الجنسية الكندية المتوفرة بسهولة في حالة نقل ودائع مالية هامة الى الأبناك الكندية التخوفات المعبر عنها قبل عقود في شأن النزيف المسترسل للأدمغة والرساميل المغربية نحو الديار الكندية . و تقدم قوانين الهجرة الكندية تسهيلات مغرية في التعامل مع ملفات طلب الهجرة الصادرة عن كفاءات علمية أو جامعية في مختلف الشعب العلمية و التقنيات المعلوماتية الحديثة ، كما تفتح مقاطعة كيبيك أبواب الاقامة الشرعية المفضية الى الحصول على الجنسية الكندية للمهندسين المغاربة و لمختلف حاملي الشهادات العلمية و المهنية في تخصصات يفتقدها سوق الشغل بالمقاطعة الكندية و تتساهل بشكل ملفت للنظر مع ناقلي الرساميل المالية والعينية و ترحب باستثماراتهم ومدخراتهم في البنوك الكندية . وكانت وزيرة العلاقات الدولية و الفرنكفونية في حكومة الكيبيك قد أكدت في ماي الماضي على هامش زيارة لها بشمال افريقيا أن فرصا عديدة متوفرة للرفع من عدد الطلبة المغاربيين في كندا..وكذلك لإبرام عقود شغل بين مؤسسات كندية و المترشحين لسوق الشغل الجديدة ..خاصة منهم الذين يتقنون اللغة الفرنسية ولديهم شهادات علمية ومؤهلات مهنية في القطاعات التي تعرض فرص تشغيل جديدة.. وأضافت بأن هذه القطاعات كثيرة جدا في كندا عامة وفي إقليمالكيبيك خاصة. وتتفنن وكالات للهجرة يديرها وسطاء متعددون في إيقاع آلاف الجدد من الشباب المغربي ضحية « الحلم الكندي « حيث تتلقى ملفات ترشيحهم للهجرة مقابل عمولة متفق عليها قبل أن تحيلها على محامين كنديين يقومون باجراءات إدارية لدى مصالح التشغيل و الهجرة بمونريال ، و لا تتعدى نسبة الملفات المقبولة ال 10 في المائة في أحسن الأحوال إذ تمنح الأولوية للطلبات المدعمة بشواهد عليا خاصة في مجالات الطب و التمريض والهندسة بمختلف تخصصاتها. و أكدت دراسات متواترة لخلايا دراسات كندية متمركزة ببعض الجامعات المغربية أن ما لا يقل عن 100 ألف مغربي هاجروا الى كندا خلال العشرية الأخيرة ويتشكلون أساسا حسب هذه التقارير من حملة الشواهد العليا و أطر جامعية إضافة لرجال أعمال و فنانين و حرفيين. وفي أعقاب أحداث 11 سبتمبر و بضغط من الولاياتالمتحدة شددت السلطات الكندية شروط قبول المرشحين «العرب والمسلمين « للهجرة سيما بعد اشتباه علاقة العديد منهم بالفكر القاعدي , إلا أن مقاطعة الكيبيبك و تحت ضغط الخصاص في بعض التخصصات المطلوبة من طرف سوق الشغل بالاقليم لا تتوانى في تشجيع هجرة الكفاءات المغربية معتبرة إياها سريعة الاندماج في المجتمع الكندي. ويتصدر المغاربة قائمة الأقليات المهاجرة المقيمة بمقاطعة الكيبيك يليهم اللبنانيون , و يتحول حلم الهجرة بالنسبة للعديد منهم الى كابوس حينما يصطدمون بواقع مجتمع جديد و قاس يتعامل معهم بتهميش و إقصاء حيث تسجل أعلى نسب البطالة لدى المغاربيين بالاقليم و تتجاوز في الغالب 28 في المائة ، و يوجد العديد من المتخرجين الجدد من الجامعات و المعاهد الكندية الذين يظطرون لقضاء زهاء السنتين من العطالة قبل ولوج سوق الشغل. و يتعين على الوزارة الوصية المغربية تعميق البحث في أسباب و دواعي ظاهرة هجرة الأدمغة و ألأموال المستفحلة وسط مختلف الشرائح الاجتماعية المغربية عبر استراتيجية لمد جسور التواصل مع الأطر المغربية المهاجرة و خلق الظروف المادية والمعنوية المناسبة ليستفيد الوطن من خبراتهم و كفاءاتهم اللامعة و مراقبة تحرك وكالات و ووسطاء التهجير بالمغرب وخاصة الوهمية منها التي تتخفى وراء إعلانات مغرية بالجرائد الوطنية لتصيد راغبين جدد في معانقة الحلم الكندي ....