مازالت قضية عداء الماراثون المغربي عزيز القيسوني حبيسة البرامج التلفزيونية والقنوات العالمية، بعدما لم تنفع كل الأفواه في إيجاد حل لهذا العداء الذي حاول أكثر من مرة عرض كليته للبيع من أجل علاج طفلته المعاقة نتيجة خطأ طبي حسب إفادة القيسوني ل«المساء» أثناء الولادة في مستشفى محمد الخامس بالدارالبيضاء، لتصبح بكماء وصماء ومكفوفة ومشلولة الأطراف. وأكد عداء الماراثون أنه لا يطلب الكثير، فأمله فقط هو الإنضمام إلى عناصر المنتخب الوطني لألعاب القوى وتمثيل المغرب في مختلف المحافل القارية والإقليمية، وأوضح القيسوني الذي لا يتعدى عمره 27 سنة والذي ينتمي إلى نادي عين حرودة أن التحاقه بالمنتخب الوطني سيمكنه من مدخول قار، عبره يستطيع سد رمقه ورمق أسرته، خاصة تطبيب ابنته المعاقة، مؤكدا أن الجامعة وفرت كل شيء للعدائين، هذا إلى جانب المساهمة القيمة المالية للجنة الأولمبية من خلال تجهيز أبطال قادرين على إهداء المغرب ميداليات في أولمبياد لندن 2016. وتساءل القيسوني عن السبب الذي يمنع الإدارة التقنية من توجيه الدعوة إليه قائلا: «رغم المشاكل التي أعاني منها فقد استطعت تحقيق نتائج جيدة هذا الموسم، فقد توجت فائزا بسباق تادلة على الطريق، واحتللت رتبة مشجعة في ماراثون مراكش». وتابع : «صحيح أن الإدارة التقنية تعتمد على الفتيان، من خلال سياسة تكوين الخلف، لكن يبقى من الضروري توجيه الدعوة إلى عدائين من أمثالي ذوي التجربة لتعزيز صفوف المنتخب الوطني». وأوضح القيسوني الذي يحفل سجله الرياضي بمجموعة من الألقاب في سباقات العدو الريفي والماراثون، فهو سيد سباقات العدو الريفي التي تنظمها الجماعات المحلية، هذا إلى جانب إنجازاته في سباقات الماراثون، إذ حل خامسا في ماراثون تونس الدولي سنة 2004 وسادسا في ماراثون الدارالبيضاء سنة 2006، والمرتبة الحادية عشر في ماراثون إسطنبول الدولي في تركيا، أنه يتمرن يوميا في حصتين واحدة في الصباح والثانية في الزوال حتى يعود بقوة إلى المضمار ويؤكد للجميع أنه بطل نزيه وقادر على تمثيل المغرب في مختلف المحافل القارية والإقليمية، وأكد أن الانطلاقة ستكون من ماراثون الدارالبيضاء. وأكد القيسوني ل«المساء» أنه لا يريد أن يلتجئ إلى المنشطات حتى يحقق رقما خياليا يجعل الكل يلح في طلبه، مؤكدا أنه سيظل عداء نزيها ولن يلتجئ إلى هذا الحل الخبيث حتى يقتنع المختصون بأنه عداء قوي، وأضاف قائلا: « إن الإهمال الذي يلحق مجموعة من العدائين يدفعهم إلى تعاطي المنشطات خاصة مادة الإيبو التي أصبحت مادة متداولة في السوق المغربي. ليثبتوا أنهم عدائين أقوياء». وبخصوص ما تم تداوله حول عرض أمريكي لتجنيسه، أكد القيسوني صحة الخبر، موضحا بالقول :«توصلت بعرض من الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر عداء مغربي سابق لحمل جنسيتها والاستفادة من معسكر تدريبي مع عناصر المنتخب الأمريكي بمرتفعات مكسيكو سيتي، هذا إلى جانب التغطية الصحية لفائدة ابنتي هند، وأكد القيسوني أن الوسيط وعده بتسهيل هجرته إلى أمريكا وطرح قضيته على أنظار الجمعيات الإنسانية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكانت الأمور على وشك أن تجد حلا سعيدا، لولا تدخل المدير التقني السابق سعيد عويطة ، الذي استغل اتصالاته ونفوذه وحال دون سفري إلى أمريكا، بحجة أنني لن أمارس ألعاب القوى، وأنني مجرد متسول ولست بعداء». وختم القيسوني كلامه بمناشدة الملك محمد السادس للتدخل، ومساعدته على تخطي المشاكل التي يعاني منها وتحقيق حلمه بالمشاركة في أولمبياد لندن 2016 . يشار إلى أن قضية القيسوني أثارت اهتمام مجموعة من وسائل الإعلام الأجنبية، حيث سبق لقناة دبي أن بثت روبورطاجا مدته خمس دقائق عرضت فيه تفاصيل قضية هذا العداء، ومن المنتظر أن تعرض قناة الجزيرة الرياضية هذا الأسبوع روبورطاجا يتناول قضيته، كما زاره التلفزيون الإسباني وقناة BBC.