قررت جمعية «تامسنا أولا» عدم التجاوب مع مبادرة وزارة الإسكان بإنشاء لجنة للوساطة والتحقيق في قضية عدم التزام شركة جنرال كونتراكتور بتعهداتها تجاه 3500 شخص من زبنائها، وهددت بالتصعيد إذا لم يتم إيجاد حل لهذا المشكل. وأوضح الحسين الحياني رئيس الجمعية أن مكتب «تامسنا أولا» اجتمع وتداول موضوع لجنة الوزارة التي يرأسها عبد القادر اكعيوة واتخذت قرارا بعدم الاجتماع معه والجلوس إليه لأنه لا فائدة ترجى من مثل هذا اللقاء، وشرح بأن الجمعية رأت أن فتح تحقيق في قضية بمثل هذا الوضوح «هي مضيعة للوقت وهروب إلى الأمام، كمن يفتح تحقيقا يبحث هل الشمس موجودة أم لا». وذكر الحياني أن من يريدون فتح التحقيق الجديد هم شركاء في الملف ويعلمون كافة تفاصيله لأن الوزارة هي السلطة الوصية وشريكة ومستفيدة من المشروع بذراعها العقارية، علما أن الجمعية اجتمعت بممثلي وزارة الإسكان وجنرال كونتراكتور مرات متتالية دون جدوى. يأتي ذلك في وقت شددت فيه اللجنة المكلفة بإعداد تقرير حول اقتراحات الوساطة بين الشركة الفرنسية جنرال كونتراكتور-المغرب وزبنائها المتضررين على ضرورة «تدقيق البحث من خلال التشاور مع الإدارات المعنية بتدبير ملفات التعاقد التجاري الثنائي وتتبع تنفيذ الالتزامات المالية مع الأبناك والمقاولات وباقي المعنيين بمضامين دفاتر التحملات، وذلك أملا في إنجاح دور الوساطة الذي تقوم به الوزارة». وشرحت المفتشية الجهوية للإسكان والتعمير والتنمية المجالية لجهة الرباط-سلا-زمور- زعير في بلاغ لها أول أمس أن اللجنة «ستبدأ بمعالجة الجانب التجاري مع كل من المؤسسات البنكية والمقاولات ومكاتب الدراسات والمنعش العقاري والمتضررين لاستكمال تجميع المعطيات الضرورية لصياغة العناصر الأولى لعملها في أجل أسبوعين». وتتكون اللجنة من المدير المركزي للتعمير والمديرة المركزية للإنعاش العقاري والمدير المركزي للشؤون القانونية، إلى جانب مدير الوكالة الحضرية للرباط سلا والرئيس المدير العام لشركة «العمران تامسنا» الجهة الوصية على المشروع. وعلق الحياني على عمل هذه اللجنة قائلا إن «فتح تحقيق في الواضحات لا يمكن أن يفهم إلا على أساس أنه ذر للرماد في العيون، على شاكلة ما صرح به مسؤول في الإسكان من أن 380 شخصا استفادوا من سكناهم بتامسنا والحقيقة أن هؤلاء منخرطون مع شركة الضحى وليس شركة جنرال كونتراكتور كما حاول أن يوهم في تصريحه لصحف وطنية». وتقدر جمعية «تامسنا أولا» حجم الخسائر التي مني بها ضحايا جنرال كونتراكتور بعد أكثر من سنة ونصف من انتظار تسلم شققهم ما بين 10 و20 مليون سنتيم ثمن تسديد السومة الكرائية ومصاريف المعيشة اليومية، تضاف إليها المبالغ الطائلة التي دفعت مقابل الشقق المنتظرة. ويبلغ عدد ضحايا الشركة 3500 شخص، وهدد الحياني بالتصعيد إذا لم تنجح الوزارة في إجبار الشركة على الوفاء بالتزاماتها وتسليم الضحايا شققهم التي طال انتظارها. يذكر أن مشروع تامسنا انطلق يوم 13 مارس 2007 عندما أعطى ملك البلاد محمد السادس إشارة انطلاق بنائه لتخفيف الضغط العمراني على مدن الرباطوسلا وتمارة، وتم رصد اعتمادات بقيمة 3.3 ملايير درهم، منها 1.3 مليار درهم لتجهيز الشطر الأول من هذا المشروع. وتمتد مدينة «تامسنا» على مساحة إجمالية تقدر بنحو 4 آلاف هكتار، منها 840 هكتارا كنواة أولى للمشروع الذي استقطب بعيد انطلاقه بأيام قليلة حوالي 80 ألف طلب، في وقت توقع فيه المشرفون أن يصل عدد الطلبات إلى نحو 250 ألف طلب.