تبث القناة الثانية خلال شهر رمضان إشهارا لرقم يمكن من خلاله الدردشة وكسب صداقات جديدة، حسب مضمون الإشهار، ويتطلب الموضوع إرسال كلمة «شات» إلى الرقم المعني. غير أنه يتبين من خلال استعمال هذه الطريقة أن الهدف هو كسب مزيد من المال مقابل الدردشة عبر الرسائل الهاتفية القصيرة من الرقم نفسه ولا يمكن أن يتم التواصل نهائيا مع الأشخاص الذين يقدمون أنفسهم بوسيلة أخرى، وهو ما اعتبره بعض الزبناء الذين جربوا هذه الوسيلة، تحايلا الغرض منه الوصول إلى المشاهدين باسم الدردشة. وكمثال على ذلك نسوق تجربة لأحد الأشخاص الذي قدم نفسه أنه رجل، إذ مجرد ما بعث برسالة قصيرة إلى الرقم المعني حتى تلقى جوابا على هاتفه من الرقم نفسه «السلام هادي هي الفرصة فين نتعارفو أنا إحسان أشنو الاسم ديالك»، ليتم بعدها الجواب والدخول في متاهات أسئلة وأجوبة عبر الرقم ذاته،علما أن تكلفة الرسالة الواحدة تصل 10 دراهم. كما يتم إرسال رسالة تتضمن لائحة الأشخاص الذين يدعون أنهم على خط الدردشة مثل صليحة (18 سنة)، وصونيا (26 سنة) وماريا (19 سنة) وكومرة (20 سنة) وعصام (30 سنة). ويتم استعمال جميع الأساليب من أجل دفع الزبون إلى الاستمرار في بعث الرسائل إلى الرقم الذي لا يتغير بتغير المخاطبين، من قبيل «أنا ماريا يلا بغيتك فين نلقاك». وعند بعث رسالة قصيرة من قبل شخص قدم نفسه أن اسمه سعيد يسأل فيها عن إمكانية الحديث حول الجنس، يتوصل برسالة جوابية موقعة باسم فتاة تؤكد أن النهار هو فترة للصيام لا ينبغي الحديث فيه حول هذا الموضوع، لكن بعد الإفطار يمكنها فعل ذلك. ورغم إصرار الزبناء على طلب البريد الإلكتروني أو رقم الهاتف للطرف الذي يود التعرف عليه، يكون الرد «علاش لا غير حتى نتعارفو أشنو قلتي». وهكذا يدخل الزبون في دوامة من الرسائل القصيرة التي لا تنتهي بانتهاء كسب صداقة جديدة، بل بضياع مبالغ مالية. ومن جهته أكد زهير زريوي، رئيس مصلحة البث بالقناة الثانية، أن القناة الثانية برمجت الوصلة الإشهارية الخاصة بالدردشة باتفاق مع وكالة الإشهار، وأن هذه الوصلة مثلها مثل باقي الوصلات الخاصة بمواد النظافة وغيرها والتي لا تتحكم القناة الثانية في مضمونها. وقال زريوي ل«المساء» «لقد ناقشنا الموضوع قبل بداية بث الوصلة الإشهارية مع وكالة الإشهار، لكن هذه الأخيرة أكدت أن الشركة التي حصلت على الرقم لاستغلاله في الدردشة تعهدت بعدم استعماله لأغراض أخرى، وأن الشركة ستتحكم في الرسائل القصيرة التي يتم تداولها.