بعد النجاح الذي حققته الجامعة الصيفية لمنبر الحرية 2009 التي انعقدت بالمغرب في يوليوز المنصرم، من المنتظر أن يتواصل الشطر الثاني من الجامعة الصيفية بالعاصمة اللبنانية بيروت بين 25 و30 شتنبر الجاري. وحسب برنامج توصلت به الجريدة، يحاضر في الجامعة نخبة من المثقفين والباحثين العرب ينتمون إلى بلدان عربية مختلفة. ويشارك من المغرب الدكتور إدريس الكريني، ومن مصر الدكتور محمد حلمي والصحافية سنية البهات، ومن الولاياتالمتحدةالأمريكية تحضر الشاعرة والباحثة مرح البقاعي ذات الأصل السوري فيما يشارك من فرنسا الدكتور نوح الهرموزي. وفي تعليقه على حدث انعقاد الشطر الثاني من الجامعة بلبنان قال الدكتور نوح الهرموزي، رئيس مشروع «منبر الحرية»: «يأتي هذا النشاط استكمالا لفعاليات الجامعة الصيفية بالمغرب التي انعقدت في يوليوز المنصرم والتي عرفت نجاحا كبيرا، كما أنها فرصة لفتح آفاق جديدة أمام المشاركين لتعميق النقاش وتلاقي المنهجيات والرؤى المتنوعة». وأضاف ذات المصدر أن التوصيات التي خرج بها المشاركون خلال الشطر الأول بالمغرب ستعرف تعميقا أكثر من أجل تفعيل الشعار الذي رفعه منبر الحرية خلال فعالياته وهو «محاولة مقاربة إشكاليات العالم العربي من خلال مقاربات ومنهجيات متعددة ومختلفة تؤمن بالحرية والحوار والمبادرة والإبداع سبيلا لتجاوز مآزق العالم العربي اقتصاديا، اجتماعيا وسياسيا وثقافيا». وهكذا عمل المنظمون على تفعيل شعار التنوع في المقاربات، حيث من المنتظر أن يتضمن برنامج الجامعة مداخلتين للدكتور إدريس لكريني بعنوان «ظاهرة «الإرهاب» وإشكالات التنشئة الاجتماعية في الأقطار العربية والبحث العلمي في الأقطار العربية: الواقع والمأمول» يتوقف المحاضر في المداخلة الأولى عند العوامل المغذية لظاهرة «الإرهاب» في بعدها المحلي أو الدولي وأسبابها بين الداخلية والخارجية الموضوعية والذاتية والسياسية، مستخلصا أهمية التنشئة الاجتماعية كإحدى أنجع المداخل والسبل لبناء مواطن يؤمن بالحوار والاختلاف. ويقارب المتدخل في المداخلة الثانية واقع البحث العلمي حيث يسلط الضوء على واقع البحث العلمي في الأقطار العربية؛ وانعكاسات ذلك على مسار التنمية؛ قبل طرح مجموعة من المقترحات الكفيلة بتطوير البحث العلمي في الأقطار العربية. وغير بعيد عن إشكالات الإرهاب والبحث العلمي والتنمية، تقدم الصحافية المصرية سنية البهات مداخلتين تتناول في الأولى دور الإعلام في إعادة تشكيل المنظومة القيمية وترسيخ مفاهيم الديمقراطية والليبرالية. وفي الثانية موقع النساء من منظومة الديمقراطية في مصر والمنطقة العربية. «ورشة الحرية» مداخلة أخرى من المرتقب أن تديرها الشاعرة والباحثة الجامعية مرح البقاعي وفيها تتساءل عن أهمية الحرية في تفعيل عملية التغيير الثقافي والاجتماعي والسياسي في الشرق الأوسط ودور الفئة الشابة الحاملة الحقيقية لأدوات التغيير في دقّ نواقيس الإصلاح والتحديث في منطقة تنوء بأعباء المستحقّات المتراكمة نتيجة تاريخ من الحروب المتعاقبة، وغياب الاستقرار، وتراجع التنمية.. أما الندوة الثانية فتخصصها مرح لزنبقة السلام.. ومقصلة الحروب في منطقة تقول عنها في ورقة تقديمية «ما أحوجنا إلى الدفع فيها بثقافة «السلام»، وترسيخ مقوماتها وأسبابها خاصة، تضيف الباحثة، وأنها دفعت من استقرارها وحياة أبنائها ومستواهم المعيشي أثمانا باهظة في أجواء ضبابية من حالة «اللاحرب واللاسلم»!... وفي محاولة للاقتراب من الفكر السياسي الإسلامي والرهانات المطروحة عليه يخصص الدكتور المصري محمد حلمي مساهمته لموضوع «حاكمية الشورى في النص والوعي والتاريخ، مقاربة منهجية في الفكر السياسي الإسلامي» كما يتوقف عند ثنائية الثبات والتغيير في الثقافة العربية المعاصرة متسائلا عن «ما الذي تغير في الثقافة العربية المعاصرة على مدى العقود الثلاثة الأخيرة»؟ وفي سياق متصل، يبحث عزيز مشواط في سبب فشل محاولات التحديث والتجديد في المجتمعات العربية الإسلامية، محاولا ربطه بأزمة الهوية الناتجة عن التشبث بتصور مطلق لهوية طهرانية خالية من الشوائب، ثابتة وخالدة. وفي إطار تعدد المقاربات وتنوعها، يستعرض الخبير الاقتصادي نوح الهرموزي، في عرض أول، واقع النظم المعرفية والتعليمية في العالم العربي ومدى ملاءمتها لمستلزمات سوق العمل مع التوقف عند الحلول الكفيلة بمواجهة واقع اقتصادي معولم وسريع التغيير. أما عرضه الثاني فقد خصصه لمعيقات التغيير والآليات الفعالة لإنجاحه، متسائلا عن الآليات الكفيلة بإنجاح مشروع التغيير في ظل وجود جيوب للمقاومة.