الكلينبوتيرول مادة منشطة محظورة وهي عبارة عن هرمون يساعد على تطوير وزيادة حجم العضلات لكي تصبح قوية وقادرة على التحمل، وذلك بإذابتها للشحوم. وعثر على هذه المادة في اختبارات كشف المنشطات أجريت على مجموعة من الرياضيين في اختصاصات مختلفة. ففي يونيو الماضي أكدت اختبارات فحص المنشطات على لاعب الريكبي الأسترالي وفريق كرونيلا شارك ريني مايتيا، ثبوت تعاطيه لهذه المادة، وأوقف من طرف الاتحاد الأسترالي لسنتين بعدما جاءت نتائج الفحص إيجابية. وخلال بطولة العالم للسباحة التي نظمت مؤخرا بروما، تم سحب الرقم القياسي العالمي في مسافة 50 م سباحة على الصدر من السباحة الأمريكية جيسيكا هاردي، بعدما أثبتت الفحوصات وجود مادة الكلينبوتيرول المنشطة المحظورة. تفاجأ المتتبع المغربي، أول أمس الثلاثاء، وهو يشاهد على شاشات التلفزيون فعاليات بطولة العالم لألعاب القوى ببرلين الألمانية، والتي تمتد إلى غاية 23 غشت الحالي، عشر دقائق قبل بداية نهائي سباق ثلاثة آلاف متر حواجز، بوجود عبارة DNS، والتي تعني أن العداء لن يجري السباق، على اسم العداء المغربي جمال الشطبي الذي كان سيمثل المغرب في هذا النهائي والذي كانت تعقد عليه الآمال لإهداء المغرب إحدى الميداليات، ليجيب معلق التلفزيون في التو على حيرة المغاربة، ويؤكد أن العداء تم إقصاؤه من النهائي من طرف الاتحاد الدولي لألعاب القوى لثبوت تعاطيه مادة «كلينبوتيرول» المنشطة المحظورة، بعد خضوعه لاختبارات وفحوصات كشف المنشطات خارج المنافسات يوم السبت أي قبل يوم من إجرائه النصف النهائي الذي حل فيه ثانيا وضمن من خلاله التأهل إلى السباق النهائي، حيث أعلن الناطق الرسمي باسم الاتحاد نيك دافيس أن الشطبي لن يخوض النهائي، ليكون أول حالة يتم ثبوت تعاطيها مادة منشطة في بطولة العالم. كما أفادت الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، في بلاغ لها، أن العداء جمال الشطبي لن يشارك في السباق النهائي لمسافة 3000 م موانع. وعزا البلاغ، سبب عدم مشاركة الشطبي في السباق النهائي إلى ثبوت تناوله لمادة «كلينبوتيرول» المنشطة المحظورة. وأوضح بلاغ للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، أنه على إثر إخطارها من طرف الاتحاد الدولي لألعاب القوى بقرار توقيف العداء جمال الشطبي بعد خضوعه يوم 15 غشت الجاري لفحص للمنشطات جاءت نتيجته إيجابية، قررت الجامعة استدعاء العداء للاستماع إليه واستفساره حول الموضوع وعما إذا كان يرغب في طلب فحص العينة (ب) وتقديم ملف طبي بهذا الخصوص. وأعربت الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى عن أسفها لهذا التوقيف، والظروف المحيطة به عشية نهاية سباق 3000م موانع الذي كان جمال الشطبي من المتأهلين للمشاركة فيه. وفي أول رد فعل لها على الواقعة، أصدرت الجمعية المغربية للتحسيس بمخاطر المنشطات، بيانا تدين فيه تناول العداء المغربي جمال شطبي لمادة محظورة بموجب القائمة الدولية للمواد المحظورة الصادرة عن الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات والملحقة بالاتفاقية الدولية لمكافحة المنشطات اليونسكو 2005 وأثر هذا الفعل على سمعة الرياضة الوطنية خصوصا وأنها الحالة الوحيدة من بين 600 اختبار لتحليلات الكشف عن المنشطات ببطولة العالم لألعاب القوى بألمانيا 2009. وأكد البيان أن ھهذه الحالة تدعو إلى التوقف للتأمل ولطرح مجموعة من الأسئلة لفهم ما يجري لألعاب القوى الوطنية، التي ما فتئت تتلقى الضربات لكسر شوكتها. أما المعني بالأمر جمال الشطبي ابن الجماعة القروية للخلفية أولاد حسون عن عمالة الفقيه بن صالح والمقيم برفقة أسرته بإيطاليا، فأكد براءته من تناول أي مادة منشطة وأنه مستعد للدفاع عن براءته أمام الاتحاد الدولي والمحكمة الدولية للنزاعات (TAS). وقال الشطبي في تصريحات صحافية، إنه كان يعاني منذ أواخر سنة 2008 من حساسية مفرطة في الأنف واستشار أحد الأطباء الإيطاليين الذي نصحه بتناول مضادات حيوية في أول الأمر، ليتبين بعد قيامه بعدة تحليلات للدم أن حالته تستوجب خضوعه لعملية جراحية أجراها في مارس الماضي بإحدى المصحات في إيطاليا، وأضاف الشطبي الذي بدا متأثرا من قرار التوقيف أن الأدوية التي يتناولها قد تكون مصدر هذه المادة المحظورة التي لم يكن على علم بها مؤكدا أنه سيحيل ملفا طبيا بهذا الشأن على الاتحاد الدولي لألعاب القوى. وتناولت العديد من وسائل الإعلام الدولية التي تهتم ببطولة العالم ال12، تعاطي الشطبي للمنشطات، رابطة العلاقة بين العداء ومدربه ابراهيم بولامي الذي كان قد أوقف من طرف الاتحاد الدولي لألعاب القوى لمدة عامين لاتهامه بتناول مادة محظورة مباشرة بعد تحطيمه للرقم القياسي العالمي في مسافة 3000 م موانع بملتقى فان دام سنة 2001. وتابعت المصادر ذاتها أنه كان من اللازم على الوفد المغربي وبالخصوص العداء الشطبي إعلام الاتحاد الدولي بحساسية الأنف التي يعاني منها وأيضا إشعارها بالأدوية التي يتناولها، قبل خمسة عشر يوما من افتتاح البطولة العالمية. يذكر أن جمال الشطبي 25 سنة، سطع اسمه هذا العام في مسافة 3000 م موانع، بعد النتائج الإيجابية التي حققها هذا العام، حيث حطم رقمه الشخصي لينتقل من توقيت 8 د و22 ث و16 ج.م. إلى 8د و8 ث و86 ج.م. والذي حققه في ملتقى طنجة الدولي، هذا إلى جانب إحرازه الميدالية الذهبية لألعاب البحر الأبيض المتوسط ببيسكارا بإيطاليا.