ارتفعت نسبة المغربيات اللائي أقدمن على وضع حد لحياتهن خلال الستة أشهر الأولى من سنة 2009، بعد أن سجلت 7 حالات من بين 16 حالة انتحار تم رصدها في المجال الحضري، أي بنسبة 43.75 في المائة؛ في وقت احتلت فيه فئة القاصرين المرتبة الثانية بنسبة وصلت إلى 25 في المائة. ووفقا لإحصائيات حصلت «المساء» عليها من خلية الصحافة بالإدارة العامة للأمن الوطني، فقد سُجل إلى حدود يونيو المنصرم فقط ارتفاع نسبي في عدد محاولات الانتحار، قدر بثلاث محاولات بالمقارنة مع ما سجل خلال سنة 2008 من محاولات بلغت نحو 44 حالة. واحتل الرجال المرتبة الأولى ب31 محاولة انتحار أي نحو 66 في المائة، يليهم النساء ب14 محاولة وبنسبة وصلت إلى ما يقارب 30 في المائة، فيما بلغت محاولات الانتحار بالنسبة إلى القاصرين 4 في المائة. إلى ذلك، كشفت الإحصائيات التي تشمل الحالات المسجلة من قبل مصالح الأمن الوطني دون تلك المسجلة بالتراب التابع للدرك الملكي ولا الحالات المشبوهة أو التي لم تصل إلى علم الشرطة، أن المغربيات كن الأكثر إقبالا على محاولة وضع حد لحياتهن خلال سنة 2008 ب26 حالة من بين 44 محاولة انتحار سجلتها مصالح الأمن الوطني في المجال الحضري، أي ما يعادل نسبة 59 في المائة، مقابل 18 حالة سجلت في صفوف الرجال، أي بنسبة تصل إلى 41 في المائة من مجموع المغاربة الذين حاولوا وضع حد لحياتهم. واحتل الرجال المرتبة الأولى خلال سنة 2008 من حيث عدد حالات الانتحار التي ذهب ضحيتها نحو 34 مواطنا مغربيا، ب18 حالة، أي بنسبة 53 في المائة، فيما بلغ عدد المغربيات المنتحرات 16 منتحرة، بنسبة 47 في المائة. وبالنسبة إلى الباحث السوسيولوجي عياد أبلال، فإن الظروف السوسيو اقتصادية تعتبر عاملا أساسيا وراء إقبال المغاربة على وضع حد لحياتهم، موضحا أن قراءة الأرقام الدولية بخصوص ظاهرة الانتحار تشير إلى ارتفاع متزايد في أعداد المقبلين عليه. ويؤكد عبد الكريم بلحاج، أستاذ علم النفس الاجتماعي، في تصريح ل»المساء»، أن الانتحار وجد في المجتمع المغربي أرضية خصبة بحكم الإكراهات الاقتصادية وظرف الأزمة، رافضا القول إن حوادث الانتحار قد بلغت مستوى الظاهرة في المجتمع المغربي. جدير بالذكر أن دراسة كانت قد أنجزتها وزارة الصحة سنة 2007 حول الأمراض النفسية في المجتمع المغربي، كشفت أن 16 في المائة من الشريحة التي شملها البحث، والمحددة في 15 سنة وأكثر، تفكر في الموت والخلاص من الحياة، سواء بالانتحار أو بالموت العادي، مما يعني أن 3 ملايين مغربي، من أصل ال30 مليونا الذين هم سكان المغرب حسب آخر إحصاء رسمي، يريدون الموت.