اتهم باحث جامعي رئاسة جامعة محمد الخامس بالرباط بإقصائه من التسجيل في تكوين الدكتوراه المسمى «الفلسفات التطبيقية وقضايا الإنسان»، معتبرا الأساليب التي تم اتباعها في اختيار اللائحة النهائية للمسجلين بأنها اعتمدت على الميز والمحسوبية. وعبر طارق بكريم، الباحث في شعبة الفلسفة والفكر العلمي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، عن «صدمته» عندما اكتشف أن اللائحة النهائية تضمنت أسماء ثلاثة باحثين على الأقل، لم يمروا عبر المقابلة الشفوية الانتقائية من أجل التسجيل في مركز الدكتوراه، كما فعل هو شخصيا بالإضافة إلى باقي الطلبة الباحثين، مشيرا إلى أنه عندما ذهب إلى إدارة الكلية المشرفة من أجل توضيح الأمر أخبره القيمون على الدكتوراه بأن المعنيين بالأمر كانوا معفيين من تلك المقابلة الاختبارية التي جرت في 10 نونبر الماضي، بالنظر إلى ملفهم الأكاديمي والعلمي، وهو ما يتنافى مع ضوابط المباريات من هذا القبيل ومع شروط المنافسة الشريفة. وأبدى الباحث الجامعي، الذي رفع رسالة في الموضوع إلى رئاسة جامعة محمد الخامس، توصلت «المساء» بنسخة منها، استعداده للجوء إلى «جهات مستقلة» لكي تدرس ملفات كل المرشحين للتسجيل في الدكتوراه، معتبرا ملفه العلمي والأكاديمي يمتاز على ملفات كثير من الباحثين الذين تم انتقاؤهم، ومشيرا في السياق ذاته إلى أن وضعه في لائحة الانتظار هو تمهيد لإقصائه بصفة نهائية ذاته من التسجيل في سلك الدكتوراه، ضدا على التنظيمات والأعراف القانونية والعلمية المعمول بها. واعتبر مسؤول من شعبة الفلسفة بالكلية المذكورة أن اختيار الباحثين في مسلك الدكتوراه جاء بناء على مقابلة شفوية مع المرشحين وأن ذلك يتم تحت إشراف لجنة بيداغوجية، مشيرا إلى أن اللجنة ارتأت أن الطالب المشتكي لا يتوفر على المؤهلات للتسجيل في ذلك المسلك. وفي جواب المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، عن مدى صحة اختيار بعض الباحثين رغم أنهم لم يمروا عبر المباراة الانتقائية، أشار المصدر نفسه إلى أن الأمر يتعلق فقط بطالب كان موجودا بمدينة أكادير ولم يكن يعلم بتاريخ المباراة، مما جعل المسؤول عن الاختبار يجري معه مقابلة «انفرادية» اجتازها بنجاح. وأشار المشتكي في رسالته الموجهة إلى رئاسة الجامعة، إلى أن ما وصفه ب«الممارسات المؤسفة والمقاومة للتغيير»، والتي تتعارض مع المرجعيات العلمية والتقاليد المعرفية، هي إحدى نتائج تسخير الكلية لخدمة بعض الاختيارات الإيديولوجية، في إشارة من الباحث إلى «محاباة» مسؤولي الدكتوراه لبعض الطلبة بناء على ما يعتنقونه من أفكار، كما أخبر بذلك «المساء». وكان الباحث الجامعي في وحدة التغير الاجتماعي والتنمية المحلية (السوسيولوجيا)، احمد ويحمان اتهم هو الآخر إدارة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ب«إقصائه تعسفا» من التسجيل في مسلك الدكتوراه، بسبب تطرق موضوع الأطروحة إلى الرشوة والفساد، كما صرح بذلك ل«المساء».