- ماهي الصعوبات التي اعترضت عمل المتصرفين المعينين لإدارة التعاضدية العامة قبل انتخاب مجلس إدارتها الجديد؟ < كانت هذه التجربة غنية رغم صعوباتها الإدارية المختلفة، لأننا كنا نقوم بمهمام يقوم بها المجلس الإداري المنتخب الذي يخوله القانون كافة السلط لإدارة التعاضدية العامة للإدارات العمومية، إلا أننا عُينا لإدارة هذه المؤسسة بالنظر إلى الظروف الاستثنائية التي يعرفها الجميع. هذا من جهة، ومن جهة أخرى كانت هناك صعوبات تعترض عملنا والمتعلقة تحديدا بالجانب القانوني، حيث إن نظام التعاضد الخاضع لمقتضيات ظهير سنة 1963، وهو القانون الذي ينبغي إعادة مراجعته، أولا لأنه قانون قديم وأصبح متجاوزا كونه يتعلق بفترة معينة كان عدد الإدارات الوطنية قليلا جدا بعكس ما هو عليه الأمر اليوم، بحيث اليوم ندبر نحو 320 ألف منخرط، في الوقت الذي كان فيه العدد لا يتجاوز ألف منخرط في سنة صدور الظهير، هذا بالإضافة إلى أن طبيعة الإدارة ذات الصفة الجمعوية ينبغي أن تسير بطريقة ديمقراطية، والتي تقتضي أن تسير من طرف المنتخبين وبالتالي يمكن التصويت على شريحة يمكن أن لا تكون لها مؤهلات على مستوى التدبير الإداري والتدبير المالي، من أجل التصرف في أموال طائلة، في الوقت الذي يتطلب مجال التعاضد إمكانيات مهمة بشرية وتقنية وتدبيرية من أجل إدارته على نحو صحيح، لذلك أصبحت مسألة إصلاح ومراجعة القانون المنظم للقطاع أكثر إلحاحا حتى يكون هناك فصل بين السلط حتى يمكن محاسبة الذين يتولون مأمورية إدارة المؤسسة بعدما يكونوا قد مارسوا كافة صلاحياتهم كما ينص عليها القانون. - رغم الصعوبات فإن الإدارة المؤقتة التي مثلها متصرفون معينون حققت تحسنا في مردودية أداء التعاضدية، فهل يعني ذلك أن مجلس الإدارة السابق كان لا يقوم بعمله على أحسن وجه؟ < أظن أن المسألة تتعلق بوجود خلل في التدبير، قبل مجيء المتصرفين المؤقتين، بحيث إن المساطر كانت غير واضحة، ولم يكن هناك دليل على وجود منهجية عمل قانونية، ومن حيث التنظيم الإداري كانت هناك مناصب مسؤولية فارغة ولم يكن هناك تكوين وتكوين مستمر للإداريين والتقنيين بالتعاضدية، وبالتالي فإن فاقد الشيء لا يعطيه رغم مجهودات الموظفين الذين كان منهم من يبذل مجهودات جبارة في أداء مهامهم، هذا مع العلم بوجود عدد من الطاقات الشابة التي لا تمنح الفرصة لإبراز كفاءاتها. - ما هي الصعوبات التي واجهتكم في انتخابات التعاضدية العامة أواخر الشهر الماضي بمراكش؟ < أظن أننا نجحنا في مهمتنا لأننا نجحنا، كمتصرفين مؤقتين، في أداء مهامنا على أكمل وجه رغم الإكراهات الكثيرة التي اعترضتنا، والتزمنا بحياد تام في مخاطبة الفاعلين والإشراف على السير العادي والطبيعي لإدارة التعاضدية بما في ذلك إجراء انتخابات المنتدبين وإلى غاية انتخاب المكتب المسير، رغم الظروف التي يقتضيها وجود تداخل بين عدد من الفرقاء الاجتماعيين وما يواكب ذلك من تداخل بين ما هو سياسي وقانوني، ولكن الحياد الذي التزمنا به خلال هذه المدة من تولينا المسؤولية مرده بالأساس إلى التزامنا التام بالحياد وتطبيق القانون، ورغم بعض المناوشات التي عرفتها الانتخابات الأخيرة، فإن ذلك يعتبر شيئا عاديا باعتبار اختلاف التوجهات والانتماءات في صفوف المناديب، لكن في الأخير كانت النتائج معبرة عن طموحات إن لم نقل كل الناخبين فجلهم، نتيجة للحياد التام والنزاهة والشفافية التي تمت بها الانتخابات بحيث شارك الجميع في عملية الفرز الذي تم فيه استعمال شاشات بالقاعة تكشف عن كل ورقة انتخاب.