حول برلماني ورئيس بلدية من حزب الأصالة والمعاصرة، رفقة صديق له، الساحة المقابلة لمقهى الرياضات بشارع فرحات حشاد بالمحمدية إلى حلقة، تجمهر حولها المئات من السياح وأصحاب الأرض لمشاهدة عراك بينه وبين ابنة منافسه في الانتخابات الأخيرة والممثل لحزب التجمع الوطني للأحرار. كانت الشابة تقول إنه تحرش بها جنسيا وحاول أخذها بالقوة، مما نتج عنه تمزيق جزء من ثيابها. عراك البرلماني والفتاة تطور إلى حد تدخل الشرطة القضائية، حيث تم فك الاشتباك واعتقال البرلماني الذي لم يكن حينها يتوفر على وثائق تثبت توفره على الحصانة البرلمانية، قبل أن يتم إطلاق سراحه في انتظار ما ستتمخض عنه التحقيقات التي بوشرت في القضية. لم يكن البرلماني سوى عبد اللطيف الجيراري، رئيس بلدية عين حرودة ووكيل لائحة حزب الأصالة والمعاصرة خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة، ولم يكن صديقه سوى مدير غرفة التجارة والصناعة والخدمات بعمالة المحمدية، وقد كانا -حسب مصادر مسؤولة- يتجولان على متن سيارة سوداء اللون، بينما لم تكن الفتاة، التي تصر هي وصديقة لها على أنهما كانتا عرضة للتحرش الجنسي، سوى ابنة الضاوي وكيل لائحة حزب التجمع الوطني للأحرار بنفس البلدية، وقد كانت تتجول رفقة صديقتها على متن سيارة سوداء اللون قبل أن يتوقف الجميع ويبدأ العراك. الضاوي والجيراري -حسب مصدر مطلع- متنافسان حصد كل واحد منهما سبعة مقاعد من مجموع المقاعد الخاصة بمجلس بلدية عين حرودة، قبل أن يحسم الأمر لفائدة الجيراري بانتزاعه رئاسة البلدية والتجاء منافسه إلى صفوف المعارضة. تفاصيل الواقعة تختلف حسب رواية كل من الطرفين المتنازعين، فأب الفتاة يقول إن ابنته، البالغة من العمر 23 سنة، كانت رفقة صديقة لها تقود سيارتها في ساحة المدن المتوأمة حين بدأ البرلماني وصديقه مدير الغرفة في ملاحقتها على متن سيارة سوداء اللون، والتحرش بها جنسيا، كما استغل نزولها للتبضع، وحاول جذبها إليه من أجل محادثتها فتسبب ذلك في تمزيق جزء من بذلتها، ويضيف أنها فرت منه وركبت سيارتها هاربة وطلبت النجدة منه (من أبيها) عبر الهاتف، فأمرها بأن تلتحق به قرب مقهى الرياضات، ونبه حارسي الأمن الخاصين بالمقهى المذكور إلى أن شخصين يلاحقان ابنته، وطلب منهما التدخل. وتابع: «كما كان منتظرا، وصلت ابنتي وصديقتها ونزلتا من السيارة وتوجهتا إلى المقهى، فلحق بهما البرلماني وهو ما أدى إلى اشتباكها معه»، مؤكدا أنه كان يعرف هويتها. ونفى الأب أن يكون قد تدخل لتخليص ابنته من قبضة البرلماني أو أن يكون قد حاول الاعتداء عليه، مشيرا إلى أن ابنته أصيبت بانهيار عصبي لهول ما تعرضت له، وهو ما جعله يصطحبها إلى المستشفى حيث حصلت على شهادة طبية مدة العجز بها 20 يوما. وفسر الأب ما وقع لابنته بكونه انتقاما منه، موضحا أن البرلماني لم يستسغ فكرة أن ينافسه في الانتخابات التي دخلها لأول مرة، وأنه حاول تلطيخ سمعته والإطاحة بشرفه ومكانته بالمدينة. ولم تتمكن «المساء» من أخذ تصريح من البرلماني الذي رفض، ليلة الثلاثاء، الإدلاء بأي تصريح عبر الهاتف، بينما أكد مصدر مطلع أن البرلماني ينفي كل ادعاءات الفتاة ووالدها، مؤكدا أنها هي من اعترضت طريقه وحاولت اختلاق الواقعة للنيل من سمعته، وأنه حصل على شهادة طبية لم يكشف عن مدة العجز بها. وعن محاولة استدراجها للفساد، نفى نفيا قاطعا أن يكون قد تحرش بها جنسيا. مؤكدا أنه يجهل أنها ابنة منافسه في الانتخابات الأخيرة.